سمية بوغاشيش

الميلاد
Oct 22, 1987 (العمر: 36)
نموذج من كتاباتك
تحمل اللهجة الجزائرية في طياتها بعض المفردات العربية الدخيلة على الفصحى التي تصادفنا يوميا منها ما بقي على معناه ولم تحرفه العامة و منها ما تغير فمن الكلمات الدخيلة على اللغة العربية الفصحى و التي لها معنى مغاير في عاميتنا " تسرسب فلان "فهو مسرسب بمعنى اختل شعوره واختلط ذهنه وهي كلمة فارسية في عاميتنا تسرسب فلان أي تخفى بين الناس" الحوش "أصلها من كلمة الحش بضم الحاء و معناها البستان والعامة أقحموا حرف الواو بين الحاء و الشين فأصبحت حوش وهو فناء بوسط الدار " كلمة تشردق "يقولون تشردق بريقه أو بالماء و الصواب شرق أي شرقتلو لكن في عاميتنا توصف على الأشياء التي تغير حجمها الطبيعي" حاص فلان" أي حار و تقلق أما عندنا أخد ما لا يخصه" حاووز "معناها مجمع الماء كالخزان أما عندنا حاووز فلان بمعنى طرده" دز فلان على فلان" أي حرش فلان على فلان ليوقع خصاما و العداوة بينهما بينما بعاميتنا تعني دفع الشخص بنية إسقاطه أرضا" دعق "الإدخال بعنف وفصيحه عدق بتقديم العين على الدال يقال عدق يده أي ادخلها في شيء ما أما في عاميتنا نقول فلان دعق في البحر يعني غاص " نشاف "ورق النشاف هو الورق الذي يمتص الحبر بعاميتنا قماش يستعمل لتنظيف الأرض أما من الكلمات الدخيلة على اللغة العربية والتي لها نفس المعنى بعاميتنا " تبكم " أي أصيب بحبسة وحصر في لسانه منعه عن النطق من البكم أي الخرس "دبغ الثوب" أي أصابه شيء من غير لونه فلصق به أخذوه من دبغ الجلد لينه بصناعته وأزال ما به من النتن و الرطوبة "رمش" يقولون رمشت عينه أي رفت عينه زغلل بصره أي تاه "سكر الباب" أي أغلق الباب لم يرد من مادة سكر ما يفيد هدا المعنى وإنما يقال سكر النهر سده و السكر للسد للماء وهذا من باب الاستعارة "شاف" بمعنى نظر من شفن ومعناها نظر إليه بمؤخر عينه نظر المبغض و المتعجب" غرغرت عينو بالدمع" من اغرورقت أي دمعت" كرعين " أطراف الغنم أي أيديها و أرجلها وفصيحها الكراع بضم الكاف "جاب "معناها جلب الشيء أي احضره
إن هذه الكلمات الدخيلة و غيرها من الكلمات العربية الفصيحة المتداولة في الجزائر يرجع الفضل في وجودها إلى قبائل بني هلال العربية التي جاءت إلى المغرب العربي في القرن 11م حتى و إن كانت اللغة العربية دخلت إلى الشمال الإفريقي بعد مجيء الفتوحات الإسلامية سنة 637 م إلا أنها لم ترسخ بأذهان البربر إلا مع قدوم قبائل بني هلال العربية التي أثرت في البربر و تأثرت بهم مما أدى إلى بزوغ العامية الدارجة التي بقيت في التطور و تأثرت بلغات أخرى كالتركية و الفرنسية و الاسبانية حتى وصلت لنا اليوم بالشكل الذي نعرفه لكن ما يعاب على الزمن أن اللهجة تشوهت خصوصا بعد مجيء الاستعمار الفرنسي ولولا فضل العلماء الذين كانوا ينشطون من اجل نشر اللغة العربية و المحاربة من اجل صمودها كعبد الحميد بن باديس و العربي التبسي و المقراني و الشيخ حداد وغيرهم عبر التراب الوطني لضاعت العربية الفصحى
البلد
الجزائر
أعلى