صالح عبدالجبار

الميلاد
Jun 6, 1999 (العمر: 24)
نموذج من كتاباتك
وانت يا صديقي مُكبل باصفاد الصفوف في واقعك، يتسلل القلق إلى اعينك قبل الضوء عند استيقظك ، تتنفس الخوف لا الهواء، وتضايقك أضواء ركشات الجوكية وطنينها المزعج في أحلامك، انت فقط ترى الظلام الدامس في شاكلة ضوء ، تصاب بالخيبة حين تزور خزانة افكارك وارففها على أمل استعارة بعد القصص الطفولية لتعويض الفراغ الذي أصبح يستحويك فتجد أن ذاكرة الأشياء المتداعية تلك لم تعد تحوي شيئاً يعوض عنك فراغك،! تحاول الهرع من ذاتك على أمل النجاة ولكن حتمية المواجهة يجعلك تقف حائراً في بقعة لا تعرف المسميات ولا الاتجاهات فقط انت هناك تتوسط المكان، هروبك لا يعني نجاتك ، تهالكت قواك لدرجة انك أصبحت لا تستطيع مد زاتك ببصيص امل يخرجك من دوامة الغرق كما كنت تفعل في السابق ، كم كنت مفعما بالكثير من الوهم ، تتذكر مدى غباءك عندما كنت تؤمن بأن الحياة تخبئ لك شيئا جميلاً يعيد لك نشوة الصبا تلك ، الهرولة واللعب ، مطاردة الصبيات، حكاوي الامات، ولكنها بدلا من أن تمنحك كل هذا قامت بمضاجعتك ، لم تعطيك اجرة المضاجعة حتى ، الان بت تتفهم المأزق الوجودي المقحم فيه ، الان تدرك بأن المال هو الإله الوحيد الذي بوسعه أن يتدبر شؤونك ، ينصت لك بدون دعوات او حتى صلوات ، بها سيلتف حولك الحسناوات ، ويجري من تحتك انهار النبيذ المعتقة تلك ، لن تكون كما الحياة انت تضاجع وتعطي الأجرة ، وهي لا تفعل ذلك ..
إن إفراطك في النوم لن يكون كما في السابق كانت تُسكن فيك الالم وتمحي الخيبات ، أما الآن هي تقف ضدك لم يعد مفعولها يسري فيك ، سداد فواتير علب السجاير تلك أنهكت قواك الإقتصادية ف انت الان حائراً ما بين تركها والاستمرار، والخيار الثاني يعني الهلاك ، وصاحب المتجر لا يآبه لامرك كما كان يفعل في السابق ، في ظل هكذا ظروف انت تفكر في ترك الحياة ، عن طريق وهب جسدك لنهر بالقرب من المدينة ، ولكن لعدم امتلاكك ثمن تذكرة الحافلة الذي يقود إلى النهر يمنعك من الفرار ، حتى الموت تخلى عنك.
-يبتسم لك الحظ للمرة الأولى عندما يخبرك جارك مصادفة بأنه ذاهبا إلى مزرعته التي بقرب النهر ف يخلصك من عناء الدفع، تذهب برفقته وتنزل بجانب النهر لتودعه قائلاً ( أخبروهم بأن العالم مكاناً سئ ) ، لن يوقفك لانه يعلم مدى ويلاتك في الحياة، مودعاً لك بابتسامة لا تخفي حزنا يكاد يكون عميقاً ، لتنزل إلى النهر برفق وانت تنتشي ببرودة المياه حتى تصل حد الموت ، ولكن قبل موتك تستيقظ على أثر لسعة حشرة لتدرك بأنك كنت في حلماً وان جارك هذا اوفر منك حظاً لانه مات قبل سنين من الان ..
لتصحو وانت تردد ( لا تأتو بابناء في ظل هكذا ظروف )..
البلد
السودان
أعلى