هي المرة الألف التي أسير فيها على رأسي. كل من حولي يمشي على نمط واحد، أرى رؤوسهم و هي تخز الهواء و أتساءل: لماذا رمى الجميع قبعاتهم إلى حفرة قبل أن يردموها بقطع من الأرض.
عقلان هو اسمي. وأذكر من هويتي لون قطة رمادية، و أفهم من تاريخي أن الكلاب تطاردني كلما تسلقت السياج. أريد أن أسير بلا خوف...
في الساحةِ البيضاء من عَدَمٍ،
أكونُ المَرْء أو عكسَ الذي أرجو،
هناك أُقرِّبُ الشيءَ البسيطَ من النقيضِ
لِأستسيغَ مذاقهُ
كنتُ القريبَ من النِّهايةِ
أستريحُ من المسيرِ على حوافِّ
الساحةِ البيضاء
هل سِرتُ المسافةَ كي أكونَ
الشخصَ ألقاهُ فلا أرتابُ
مِن الشجِّ العميقِ على الجبينِ ؟
كأنَّه مِثلي...
أشتهي اليومَ ظِلَّ الصنوبرِ.
ليس لِلَمْسِ الظِّلالِ حفيفٌ،
ولا يخْمُش الذّكرياتَ كما يفعلُ
الشّوكُ في حُمْرةِ الوردِ.
يَحمِلني.. أحملُ الضّوءَ عنهُ،
يسيرُ إلى بلْدتي في الشّتاءِ الأخيرِ.
أنا معهُ، لا أبارح ريحًا تداعبهُ.
هو في داخلي مثلَ حُب قديمٍ تَشَابكَ بالشَّعْرِ.
قلتُ أمشِّط أطرافَه...
النبات الأول
أَتَريَّثُ في نَزْعِ شوكةِ حُزنٍ مِن الرِّجْلِ،
كان لها -رُبّما- في الكتابِ احْتمالٌ بِوَخْزِ الصغيرِ،
فَشَمَّرَ عَطْفُ السماء مُشيرًا إلى قَدَمِي،
رُبّما إن أَشَحْتُ بِرِجْلي وألقَيْتُها في حَظيرةِ ماضٍ
نَدِمْتُ على آخر الذكرياتِ
لِمشْيِ الحُفاةِ …
أكانت تُميطُ الأذى عنْ طريقي...
في البَلاط قديما وعصْرِ الخِلافةِ
كان صِراطي طويلا
كخَصْر المدى المُستديرْ
عُمْرُ ورْد الحديقة يَسْبقني
نُذَفُ الثلج، أو حبّة القمح،
أو قَشّة الضوء في حُجُرات الحريمِ،
أنا ظِلُّ ظلِّ الإله على هذه الأرضِ،
واسْمي:
غُلامُ الأميرْ
كان لي مع كل الفَراشِ حديثُ الطفولةِ:
- أَحْمل عنكِ رياح الجنوبِ...