كان شباك نُزُل الأرملة نصفَ مفتوح
يطلّ على طريق الغرباء
العربات تمرّ مسرعةً
ونادراً ما تتوقف إحداها
ويدلف نُزُلها غريب..
***
قدّمت إليه الحساء والخبز
وشريحةَ لحمٍ وبطاطسَ مقلية
وقليلاً من الزيتون الأسود
حين رفعت ذراعها
لتعليق معطفه البالي على المشجب
لمح التين المجفّف
مخبوءاً تحت إبطها..
كان...
أتكفكف هذه الأشعار
كلّ زمانٍ قبلكِ قد سال؟
*
تلك الشموس كثيرةٌ في عينيها..
لن يجد الليل وقتاً
أو ما يكفي من الظلام
لإطفائها..!
*
تفتنكَ امرأةٌ بلون البحر
فتغرق في زرقة الشِعر
*
الوجنتان جنّتان
والثغر فرات..
تيار عذوبتها زلالٌ
وشفتاي ضفّتان..
*
أحلم بالبحر
فيوقظني خرير صوتها
أحلم بغابةٍ
فأصحو في...
العالم على حافة حلمٍ صيفي
وسيدةٌ تجلس عند برْكةٍ سحرية
تداعب نافورة الماء
تمدّ أصابعها الغزيرة
فتنحني الأغصان
وينهمر في حضنها القدّاح..
تقطف النجمة الأخيرة
وتغمسها في برْكتها السحرية
تقصّ شريطاً أزرق
من سماء الفجر
وتضفر به شَعرها المنسدل
من شرفات الليل
ترشّ رذاذ سحرها الغرائبي
فتتلألأ الأنوار...
فنّانٌ متجهّم
وفي الظلّ إله..
منهمكان في لعبةٍ غامضةٍ
ولهاثٍ خلف المحال
وفي البحيرة المرتعشة
تسطع امرأةٌ من خيال
تقطر عسلاً وتخاتل الظلال
تُشعل العبارة
ببرق الإشارة
تترقّب العينَ التي تُدرك السرَّ
واليدَ التي تكتشف الرحم الكونيّة
في أحشاء العالم
وبين الفكر والإزميل
تتواصل مباراة الجمال...
حينما نشأت السلطة.. غدت الحرب ثمناً للحب. *
بين أقصى الحب وأقصى الرعب
يتأرجح الوهم كرقّاص ساعةٍ تُحصي القتلى
وتسكب الوقت وكلّما امتلأتْ جرّةٌ
سحبها عنكبوتٌ ولفّها بنسيجه
وكدّسها قرب الجرار في قبوٍ معتمٍ قديم..
بين غفوةٍ وصحوٍ يتدلّى حلمٌ
من شجرةٍ تهزّها الرغبة
يتساقط تفّاحها فيحاصرها فحيحُ...
دقّات خافتة على باب الليل
أفتحه فيغمرني العطر الأنثويّ
تغوص أصابعي ما وراء الشغف الطريّ
يلتهب الحطب اليابس في الموقد الخامل
في الخارج أنين رياحٍ وصفْق عواصف
وفي الداخل هدير هوسٍ وهلوسة جوع
لنطفئ الشموع..
فالرغبات عيون قططٍ تلمع في العتمات
ومخالبٌ تخدش أديم الشهوات
ظلالٌ تتموّج فوق الظلال
الشراشف...
في مساءٍ شاحب
يُشعل شوبان قناديلَ الرغبات البنفسجية
في أنامل جورج صاند
فيتدفّق الخرير الوردي
بين ضفتيهما
وتتراقص الأسماك الذهبية
في نهرهما السحري
النهر الغامض يمضي مسرعاً نحو بحرهما الهائج
يقطر عناقهما اللاسع عسلاً
ويمتزج رحيق الخلجات
بوجيب الموسيقى والكلمات..
***
النجوم تعزف أضواءها الفضيّة...
لن توقف الغيمة
ولن تحبس شذا الوردة
لا ولن تسمل الضوء أو تلمس النجمة
أمّا النهر بمراياه السائلة
سيذيب أوقاتك ويحمل، بعيداً، صورك الذابلة
لستَ قصباً بل ناياً
يدلق أشواقَ القلب في جداول الغناء..
***
نعم كم أسكرني، بغير خمرةٍ، ذلك الوجود الفتّان؟
وتلك الحمرة الخفيفة في خدّ أوّل فتاة
وهي تشدّ، إلى...
كم عذّبتني خيالات الماء
أنا الذي شَرِقتُ دوماً بقطرة ماء..
أتأمل في عينيها
ينابيع الفجر وشلالات الليل
فيغمرني هدير البحْر..
في أديرة منسيّةٍ أفككّ رموزَ رهبانٍ، دلّسوا ورسموا شارة الخطيئة على أبواب المدينة، وطمسوا أسرار وأفراح البشر الأوّلين.. خوّفوا الفيزيقي من الشعريّ، يوماً، فانقسم الوجود...
السماء تسكب خمرتها الذهبية
يرشفها البحر فتتراقص النشوة فوق أمواجه
على أنغام شمسٍ تذوب..
وفيما تؤجّج أصابعُكِ
الحِنّاءَ المتوهّج في شَعركِ
يدغدغ الزبدُ الأبيض باطنَ قدميكِ
والرمل الناعم يخفق
في طبع آثار خطاكِ الورديّة على الشاطئ..
***
الشيخ القابع في مقعد وحدته
ضامرٌ بين دثاره وتجاعيده
يرمق بحافة...
وللصديق العزيز والأستاذ المبدع والمثقف الموسوعي ألف تحية.. سرتني كلماتك كثيراً وأتمنى أن أكون بمستوى ما تفضلت به.. أكرر تحياتي السي المهدي العزيز ودمت بألف خير..