نصان جميلان، متوازيان ومتكاملان، تتحرك شخوصهما في فضاء ملتهب، يؤرخ لفترة اصطلح عليها بزمن الرصاص، وقد تمتد هذه الفترة لأزمنة مختلفة، تتحرك في الماضي والحاضر والمستقبل ..
سرد تشده حبكة متينة، تتحرك فيها الشخوص بتقنية جيدة، وتتبادل حوارا مركزا ودقيقا ووامضا .. يتناقض فيه منطق الجلاد واطمئنان...
عندما أطل حميد من نافذته مستشرفا؛ طالعته سماء رمادية غابت زرقتها؛ وجعلته يشعر بنوع من الضيق والاختناق..
خرج ليفاجأ بأزقة الحي فارغة كئيبة؛ يلفها صمت غير مألوف؛ وبنوافذ موصدة كأن المنازل خالية من ساكنيها...
جرته قدماه نحو دكان الحي حيث اعتاد اللقاء ببعض معارفه من هواة الدردشة وتبادل الأخبار؛ هناك...
زوجان شابان، حديثا عهد بالزواج على مايبدو، كانا يسيران أمامي في الطريق بخطى وئيدة، ويتحدثان بصوت هادئ منخفض وكأنهما يتناجيان، تخيلتهما يتبادلان عبارات الإعجاب أو الغزل ,, لم لا .. وهما في مرحلة البداية المتميزة بدفق الشعور والوجدان .. اقتربت منهما وفي نيتي تجاوزهما، فقد كانت خطاي أسرع، لقضاء غرض...
حلمت وأنا مستغرق في نومي ــ إذ هناك من يحلم مستغرقا في يقظته ــ أنني في مكان كأنه قاعة درس، به طاولات مصفوفة، ومكتب يبدو بعيدا بآخر القاعة. كنت أجلس على طاولة وكأنني تلميذ يتابع درسا، ولم يكن بالمكان أحد سواي، ليس هناك مدرس يلقي درسا ما، وليس هناك متمدرسون يتابعون.
بعد لحظة، واللحظات في الحلم...
تبنت الآنسة سورس هذا الطفل منذ زمن بعيد، وفي ظروف سادتها التعاسة. كان سنها آنذاك ستا وثلاثين سنة، وكان تشوهها ( حيث تزحلقت، عندما كانت طفلة، من أعلى ركبتي الخادمة لتسقط داخل المدخنة، و يظل وجهها الذي احترق بفظاعة، مخيفا للنظر ) دافعا كي تتخد قرارا بعدم الزواج، لأنها لم ترغب في أن يكون زواجها...
قصة جميلة، راهنت على الحكاية، واختارت الحديث عن طفلين جمعتهما الطفولة وفرقت بينهما الكهولة، ليلتقيا في وقت متأخر من العمر، يجمعهما فيه حدث قديم يستعصي على النسيان، لي ملاحظة حول خصوصية السرد، أقترح فيها الانطلاق من لحظة اللقاء، ثم استغلال تقنية الاسترجاع لعرض أحداث الطفولة .. بذا نتجاوز السرد...
نص جميل في مجمله، اعتمد الإيحاء والرمز، وراهن على أهمية حضارة الأمة التي تثبت هويتها
ومقوماتها.
ولعل الجدار في النص رمز لهذه الهوية التي اقتصرت على الماضي دون الحاضر، يؤكد ذلك حدث هدم الجدار من طرف الأهالي عندما " خذلهم "، فكان الهدم " إعلان وفاة جماعية لهم " وفقدانا لهويتهم ..
لكن، ألا يمكن أن...
نص جميل في مجمله، اعتمد الإيحاء والرمز، وراهن على أهمية حضارة الأمة التي تثبت هويتها
ومقوماتها.
ولعل الجدار في النص رمز لهذه الهوية التي اقتصرت على الماضي دون الحاضر، يؤكد ذلك حدث هدم الجدار من طرف الأهالي عندما " خذلهم "، فكان الهدم " إعلان وفاة جماعية لهم " وفقدانا لهويتهم ..
لكن، ألا يمكن أن...
شدتني كثيرا حبكة النص، حيث اعتمدت نسيجا متينا أظهر مهارة في ترتيب المتواليات، انطلاقا من وضعية البدء مرورا بالتحولات وانتهاء بوضعية النهاية، هي خطاطة تميزت بإيقاع سريع منظم، اعتمد جملا قصيرة كان الربط فيها بيانيا يتحاشى ما أمكن أدوات العطف .. هي تقنية تكشف عن تمكن من أدوات السرد وقدرة على...
للنص الموازي سحره في الدراسات السردية الحديثة، فهو عتبة الباب الذي ندلف منه إلى الداخل، وهو العنصر المستقبل والمرحب بالوافدين، يستعين بكل جمالياته الممكنة ليكون وجها باشا محققا لوظيفة التداول، ومثيرا لأفق الانتظار، أفق القاريء الضيف الواقف عند العتبة.. ينتظر الدخول.
أنا الآن واقف أمام المجموعة...
سرد اختار إيقاع السرعة للكشف أهم علاقة قوية تربط بين الكثير من الأزواج، وفي الوقت نفسه يحمل إدانة صريحة للرجل الذي يمثل هذاالمنطق، ويصوره كائنا تتحكم فيه غريزته قبل كل اعتبار