نزار حسين راشد - حجر في مجرى النهر... مونودراما من فصل واحد

· المشهد الأوّل:

متّكئاًعلى أريكتي الطويلة،وصوته المتلجلج الرتيب،يتواترُ إلى مسامعي وهو يتلو حكايته،متوقّفاً عند مفاصلها الحاسمة،ليترك لي مجالاً للتأثر وربط الأحداث،السرد موهبة بدوية،وهذا ابن شيخ،تنشئة مجالس،فكأنّما يعزف لي ألحاناً مُقطّعة على ناي حزين،فيغشاني ما يغشى،وتنفذ ألحانه إلى قلبي،فتأسرني الحكاية،وأتابع أحداثها مسلوباً،محمولاً إلى نهايتها،على أمواج صوته المتناهي وهويحكي مسترسلاً:

كان الإنتقال من بيت الشَّعر إلى بيت الإسمنت والحديد،حدثاً جللا،نحن بدوٌ كما تعلم،أسرى للعرف والتقاليد،النّساءلا تكاد تراهُنّ إلّا لماماً،ولا تسمع أصواتهن إلا استراقا،مدثرات بجلابيبهن الضافية،ومنشغلات بأعمالهن التي لا تنتهي،أما الشابات اللاتي يستيقظ في قلوبهن الحب،فهن متدرّبات عند أولئك،وتحت رقابتهن الشديدة وأعينهن الّتي لا تغفل!كان التودد إليهن مغامرة،

لا تدري إلى أين تسوقك،فالمنظومة القيمية معقّدة،وخاضعة للمساومة والتحايل،وحافلة بالمطبات وكأنّها حقل ألغام،وكان الحذر أولى،والجرأةفكرةٌ خطرة!

وكان أول ما فكرت به هو الهرب من هذا العالم الصغير،إلى العالم الأرحب والأوسع،وقد وفّر لي أخوالي هذه الفسحة الذهبية،كانت أُمّي ابنة لوجيه من فلسطين،مدينة جنين تحديداً،كانت مصاهرة بين وجهاء بين ضفّتي النهر!

آه كم خدمني القدر بهذا،كنت أقضي عندهم العطلة الصيفية كاملة،وانفتَحْتُ على عالمٍ جديد،وأول ما استهوتني الأناقة،كانوا يشترون لي الملابس الغالية،واعتدت على البدلة وربطة العنق وكنت أظهر فيهما في المناسبات المختلفة وخاصة حفلات الأعراس التي كانوا يُدعون إليها!

تعلّمت هناك كل شيء،إلا الوقوف في وجه والدي،أو عدم إنفاذ إرادته،فقد كان ذا حظوة عندهم واحترام،تركني أكثر ضعفاً أمامه،حتّى لا أتلقى العتب من الطرفين،وهكذا رَتّب أمر زواجي قبل أن تستجمع شفتيّ كلمة لا!

ورزقت بصبي واحد،لم تنجب زوجتي بعده،ولم يفلح الأطبّاء في إنجاح حملٍ ثانٍ،فسلّمنا بالقضاء والقدر،ولكنّ الأمور لم تتوقف عند هذا الحد،وواصل القدر ابتلاءنا،فتبيّن أنّ ابني الوحيد يعاني من سرطان الدم"اللوكيميا"،وعلى الرغم من توفّر العلاج في بلدنا،والجهد المخلص من الأطباء،من قبيل التعاطف،أو بتأثير التوصيات اللحوحة،إلا أنّ والدي استخدم علاقاته وحصل لنا على فرصة علاج في فرنسا على حساب الدولة،ربّما يكونون متقدّمين أكثر،كما قال!

رتّب لي خالي الكبير أمور السفر،ورتّب لاستقبالي من قبل عائلة فرنسيّة،يعرفهم من أيّام الدراسة،حيث أكمل دراسته في باريس!

زوّدني بمعلومات تفصيلية،ودوّن لي جميع العناوين،وحفّظني بعض الكلمات الفرنسيّة،على سبيل التحبُّب كما قال،وعقّب:دبّر حالك بما تعرفه من اللغة الإنجليزية!

في مطار أورلي من الصعب أن تضلّ طريقك،كلّ شيء مرسوم ومنتظم،خرجتُ وابني الصّغير معلّق في يدي،لا أدري ماذا يدور بخلده،وكيف يعالج عقله هذا الحشد الهائل من كلام الاطباء واستشاراتهم وتعليقات الناس والعائلة،التي يسمعها وهو معتصم بصمته،دون أن يعلّق عليها بشيء،وهل يدرك أنّه في مواجهة موتٍ محتمل؟وكيف يشعرأمام هذا العطف الزائد الذي يغمره به الجميع،ومسارعتهم إلى إجابة طلباته دون تلكّؤ؟

في مواجهة المخرج وقفت شابة تحمل لافتة كتب عليهااسمي بالعربية والفرنسية والإنجليزية:وضحِكْتُ وأنا متّجهٌ نحوها:

-لم تتركي شيئاً من اللغات؟

وتبتسم:

-لقد مررت بمواقف كهذه! الغريب ضائع،دون أن يقدّم له أحدٌ المساعدة!

-خالي قال لي أنّ العائلة ستكون في استقبالي!أرجو أن تكون عائلتك بخير!

-لا أدري كيف يحسب خالك الزّمن؟لقد مضى دهر منذ كان طالباً هنا،ولولا أنه ظلّ على تواصل،لنسيناه منذ زمن بعيد،لقد كنت طفلة حين كان طالباً جامعيّاً!وأنا أذكره لأنّه كان يشتري لي الحلوى!

أرغمتني روايتها على الضّحك منفلتاً من أسر الحزن الجاثم على قلبي ولو للحظة!لقد كان مشروع خالي مغامرة!ماذا لو لم أجدأحداً؟!

كنّا قد ركبنا السيارة،وجلست مارتين وراء عجلة القيادة،واستأنفنا الحديث!

-إذن لعلّه كِبر السّن ما منع والديك من المجيء!لقد أجرى خالي حساباته الزمنية في قطار إينشتين!

ضحكت وهي تقول:

-بالفعل هما عجوزان الآن،أشكر الله أنّهما على قيد الحياة،لقد غادرا ليمضيا بقيّة عمريهما في الرّيف،حيث يمتلكان بيتاً صغيراً هناك!

أمضينابقية طريقنا في صمت،وأسند ابني رأسه إلى ظهر المقعد وراح في النوم!

وعلّقت مارتين:

-لا بد أن الطفل متعب جدّاً !لقد أوشكنا على الوصول على أيّة حال!

كانت مارتين قد سلكت طريقاً إلتفافيّاً،متجنّبةًوسط باريس،لا بد أن هذه أحد الضّواحي الراقية!

بلغنا البيت،كانت فيللا صغيرة من طابقين بمدخلٍ أنيق،أيقظْنا مُحمداً وعبرنا البوابة،وركنت مارتين السيّارة في الجاراج!

ترجلنا وفتحت مارتين باب الفيلا وتقدّمتنا قائلة:

-تفضّلا!

ولم أجد بدّاً من السؤال:

هل تقيمين وحدكِ؟!

-نعم!لا أحد يقيم معي بعد مغادرة والدي!

قضينا وقتاً في صالة الجلوس،شغًلت جهاز التلفاز وكان من المستحيل أن أتابع شيئاً،على القنوات الفرنسية،التي كانت تتنقل بينها،قبل أن تستدرك قائلة:

-هل أشغّل القناة الإنجليزية؟ وأجبت مداعباً:

-لا داعي!مُملّون هؤلاء الإنجليز،حتى لو كنا نفهم لغتهم!

سَرّهَا هذا التعريض فابتسَمَتْ،إنها ضغائن التاريخ يحتفظ بها كُلّ في صدره،بالرّغم من أنف الإتحاد الأوروبي!

تبادلنا الحديث قليلاً،ثم أرشدتنا إلى غرفة نومنا،في الطابق العلوي،وقالت ضاحكة:

-حمامكم عندكم لن تضطروا إلى النزول إذا ما حصرتم،أو قالت:تأزمتم، فضحكْتُ وضحك الطفل مسايراً ضحكتي،وسرتني ضحكته،إشارة إلى أنه في مزاجٍ مرتاح!

-متى موعدكم غداً؟قالت قبل أن تتمنى لنا ليلة طيبة!

-في التاسعة صباحاً!

-وإذن علينا أن نضبط المنبه!

-لا تقلقي فأنا أستيقظ مع الطيور!أنا رجل بدوي!

وأجابت ضاحكة!

-لا تراهن على ذلك أيها البدوي!ففرق التوقيت يخلط الأمور بطريقة عجيبة!

كنت مرتاحاً ومحظوظاً،أنها تتكلم الإنجليزية بطلاقة،وممتناًلخالي الذي أصرّ على إلحاقي بمدرسة تبشيرية!

وأخيراً قالت:تصبحون على خير!

وأجابها ابني مبتسماً:تصبحين على خير،وكانت جملة مألوفة لديه ،فذهبَتْ وقبَّلتْه:

-أنت ولد رائع!

كنت مغتبطاً أن ولدي بمعنوية عالية،خلافاً لما كان عليه في الوطن!

استيقظْتُ مبكراً كما توقعت،فهي عادة لن تفارقني،فرق توقيت أم لا فرق توقيت،لم أعرف ماذا أفعل،ولم أشأ أن أهبط الدرج،حتى لا أفاجِئها في وضعٍ محرج،ففتحت النافذة،وأصخت إلى حديث الطيور،في هذا الصباح الصيفي،وأخيراً ارتفعت الشمس،وعلا صوتها ينادينا:

-ألم تستيقظوا بعد؟،إنزلوا لشرب القهوة لقد صنعت ساندويشات للصغير،وهناك بعض الفطائر أيضاً للجميع!

كانت تتجول بشورت قصير وفانيلا خفيفة،ولم يثرني ذلك في شيء،فما تعتبره في ذهنك طبيعياً،يبدو كذلك بالفعل!

ارتدينا ملابسنا،وعلّقت مارتين:-أنتم محظوظون مرّة أخرى،لن نضطر إلى اقتحام وسط باريس،فالمستشفى هنا،على طرف الضاحية،وقادت بناعبر شوارع مشجرةأنيقة،منسجمة مع جو الصباح اللطيف!

في المستشفى كان كل شيء معدّاً لاستقبالنا،توصية من السفارة،وتعهد بتغطية المصاريف،وابتسم الطبيب وهو يراجع الأوراق وطلب إلينا أن ننتظر أنا ومارتين،واصطحب الطفل للكشف إلى الداخل،وعندها فقط تذكّرْتُ،فملت عليها بالسؤال:

-أرجو أن لا نكون قد عطّلناك عن عملك!

-لا تقلق بشأن ذلك أنا في إجازة،لقد تقدّمت بطلبها مسبقاً!

-من أجلنا نحن ؟هذا شيء كثير!

-علينا أن نساهم في تعميق العلاقات الإنسانية وإلا فلن تتقدم البشريةعلى الإطلاق!

لم أعلق بشيء،وانتظرنا بصمت،لم يطل انتظارنا طويلاً،حتى جاء الطبيب وأعلن:

-ليس سيئاً ما فعلوه هناك،عملهم منهجي وضمن الموصوف،وهناك فرصة طيبة للشفاء!ما أريده منكم هو أن تتركوه هنا على الأقل أسبوعاً قبل أن تعودوا لزيارته،كان ينقل بصره بيني وبين مارتين،وكأنه يتساءل عن سرّ العلاقة،كي يحدد من هو أولى بالمخاطبة!

-ولِم ذلك يادكتور،أعني الإمتناع عن الزيارة؟

-إسمع الإرادة تلعب دوراً مهمّاً في حالات كهذه،أريد لطفلك أن يخوض معركته بنفسه،غير متّكيء على أحد،ربما تختلف الأوضاع عندكم هناك، حيث تُبدون كثيراً من العطف،ولكن هذه هي طريقتنا هنا،أرجو أن تتفهمها!

قبّلت مارتين الطفل وصافحتُهُ أنا كرجُل،تاركاًمهمة التقبيل للمرأة،وغادرنا،قالت مارتين:

-سآخذك بجولة في باريس،أنت الآن سائح وأنا دليلك!

-أُفضّل أن نجلس في مقهى ،أريد أن أدردش معك قليلاً!

لم تقد لمسافة طويلة،حتى توقفت عند أحد المقاهي،وترجّلنا،كان يوم عمل فلم يكن هناك زبائن كثيرون،طلبْتُ قهوة ايسبريسوا،وطلبت مارتين قهوة تركية،للمفارقة،وقلت:

-إسمعي لا أعرف الترتيب الذي عمله خالي معكم،ولكني لن أكلّفكِ أي شيء،سأدفع ما يترتب علي أن أدفعه!

-مع البقشيش أو بدون؟قالت بقشيش بالعربية!

-مارتين أنا لا أمزح!

-حسناً!ما دمت لا تمزح سأقدم لك فاتورة،في نهاية إقامتك!

بعد جولة خلتها طويلة جداً في الشانزيليزيه،ومتحف اللوفر،توجهنا إلى برج إيفل،وأمتعتني الإطلالة على نهر السين،ثم مالت بنا مارتين إلى جادة ما،توقّفَتْ ونزلنا،وتناولنا الغداء في أحد المطاعم،طلبْتث سمكاً،وطلبت مارتين لحم ضأن وطبقاً من الأرز،واستأذنتها أن أدفع الحساب،فقالت ببساطة:

-إذا كان ذلك يسعدك!

عدنا إلى البيت قبيل الغروب،صعدت للتخفف من ملابسي،وقالت مارتين،بدّل ملابسك ،وانزل لتتسلى قليلاً،لا يعقل أن أتركك وحدك،من أول الليل!

كانت ترتدي بيجاما،مزهّرة بورود صغيرة،وكان ذلك أكثر احتشاماً من الشورت والفانيلا،جلسنا متباعدين،على طرفي الصوفا،وقالت مارتين :حدثني عن البدو، بينما كانت تتنقل بين القنوات!

-أنت لا تسكن في خيمةمربوط أمامها جمل،إنك تقول ذلك لتسحرني وتثير مخيلتي فقط!لا بل إنّك تبدو لي كرجل أوروبي ببدلتك ورباط عنقك!

شرحت لها الأمر،وكيف أنني كنت موزعاً بين نمطي حياة،بين أعمامي وأخوالي،ولكني حين ذكرت فلسطين،قاطعتني قائلة:

-أنت تقصد إسرائيل!

-لا! ليس إسرائيل،هناك مغالطات كثيرة روّجها الإعلام،سأشرح لك فيما بعد!

-سيكون ذلك لطيفاً!

في الصباح استيقَظَتْ مارتين على وقع خطواتي،وأنا أنزل الدرج،متعمداً إحداث الضجيج،وفتَحَتْ عينيها دهشة وهي تراني بكامل زينتي،البدلة والمشبك وربطة العنق!

-إلى أين؟هتَفَتْ في استغراب!

-سأريحكِ مني هذا اليوم، سأتجوّل لوحدي،وسأستقل المترو!

-وماذا إذا ضللت طريقك،تساءلَتْ متضاحكة،ستتحوّل إلى غجري رحّال يضرب في باريس على غير هدى،ثم صمتت لتتأملني للحظات،ومن ثمّ تابعت قائلة:

-أتدري هذا الدور يليق بك،ولكن ليس بالبدلةوربطة العنق،إنتظر سأحضر لك عصبة رأس مرصّعة بالنجوم،وحفنةمن الودع،ثم خطت نحوي،مدت يدها وأصلحت ربطة العنق،ثم تراجعت قليلاً لتتأملني مرة أخرى:

-آه أيها الوسيم،لقد زهدت في صحبتي،لا شك أنك خارج لتصيد النساء!

فاجأني كلامها واحمر وجهي خجلاً،مما حدا بها أن تهتف:

-أوَ لا زال هناك من يحمرُّ خجلاً على هذه الأرض،بسبب عبارةٍ ماكرة؟ثم اقتربَتْ مني إلى حيث لا مسافة،واحتضنت خدّاي،وهي تصيح باستغراب:

-لا هذا كثير،إنك لا تحمرُّ فقط، إنك تشتعل،يا لحرارة مشاعرك!

لقد حرّكَتْ مشاعري يا شيخ ولم أستطع ضبط نفسي،فاحتضنتها بتلقائية،في الحقيقة لقد حاصرتني،ولم تترك لي إلا هذا الخيار،كان وقوفي ساكناً سيخدش رجولتي !ألسنا هكذا نفهم الأمور؟لو كنتِ مكاني ماذا كنت ستفعل؟

الباقي لا داعي لأن أحكيه لك بالتفصيل،لقد صلبتْنِي بين حجري رحى،اللذة والعذاب،كل يوم كانت تستحوذ عليّ فكرة أن الله سينتقم مني،في ولدي، ويخطفه من بين يدي،لأني وقعت في الخطيئة!

أتدري يا شيخ،لم يحدث من ذلك شيء،ولدي تولته عناية الله،وتماثل للشفاء،وقال الطبيب،لقد أنهينا هذه المرحلة من العلاج،بنجاحٍ كبير!الآن عليكم أن تنتظروا وسنعاود الكشف بعد ستة أشهر،ولكني أطمئنك أن التقدم في السن أو النمو الجسمي،سيساعد في تحسين الحالة والإنتصار على المرض!

لقد اصطحبت ولدي وعدت،ولكني لا أستطيع نسيانها يا شيخ،وأفكر بالعودة كل يوم،ولا شيء يشغل ذهني،أكثر من إيجاد عذر مقنع قبل مرور الستةأشهر،حتى شعوري بالذنب لا يردعني،ولا يوقفني عند حد!فأنا مشدودٌ إليها بقوّةٍ يستحيل علي مغالبتها،بالله عليك أرشدني ماذا أفعل؟

كانت تلك فترة اعتكافي السنوي ،وحين طرق صديقي بابي قالوا له إنني في المعتكف،فهُرع إلي لا يلوي على شيء،آملاً أن أمُدّ له حبل النجاة،وأكون الطريق إلى خلاصه!

أنهى قصته ولا زلت متكئاً على كنبتي الطويلةإلا أنني عدّلت وضعي عدّة مرّات،أثناء حديثه،حتى لا يخدر مرفقي أو ساعدي!

أخيراً قلت له:

-أتدري ماذا فعلت بقدومك إلي؟لقد وضعت قدمك على حجرٍ في مجرى النّهر، لتخطو إلى خارج التيار الذي يسحبك!أنت تقاوم الإنجراف كما يقاوم ابنك المرض،كلاكما في القارب نفسه،ستنجوان معاً أو تغرقان معاً،لقد أعطاك الله فرصة،لتتغلب على خطيئتك،فلا تضيعها!

إستمع إلي يا صديقي،الرغبة شيطان،وقد استحوذ عليك هذا الشيطان،فألقيت نفسك في أحضانه،يا صديقي حين تدخل بستان الله،لا تتسلّل إليه كاللص،أطرق الباب واحصل على الإذن،وتجوّل ومعك الدليل،واقطف ثمارك كما أحلّ لك،ولا تقرب ما حرّم عليك،هل كان صعباً أن تعرض عليها الزواج،الشيطان يريدك سارقاً،والله يريدك مالكاً،فأيهما أفضل؟!

لو عدت وقابلتها مرّةً أخرى،إجذبها إلى طريقك،ولا تنجذب إلى طريقها،ضعها أمام الخيار،فإذا اختارتْك،فستواصل حياتك بلا ندم،والباقي مجرّد ترتيبات،وإذا زهِدَتْ فيك فهي لا تستحقُّك،فلِمَ تعطيها ما لا تستحق،وبهذا الثّمن الباهظ !المعصية؟!

نزار حسين راشد



o

o

o

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى