ميهان أحمد بشر - سراديب ..

سرداب أول :

مش فاكرة من ملامح جدتي عن أبويا حاجة غير نضارة .....وقصاقيص لشرايط ورق كانت تملأ بها علب صفيح تحت سريرها ..مكنِتش بتسلم مني ولسه فاكرة دار جدتي ..كانت تيجي ساعة المغارب والعتمة تملاها ....مكنش بينورها غير اللمبة أم شريط .. وأوضة للعجين بخاف أدخلها من كتر حكاويها عن الجن والعفاريت ... وطلمبة للمية يوماتي على الله أغرق بيها حوش الدار ... وآخر طلب كانت تطلبه مني قبل ما اروح لبيتنا .. سيجارتين من دكان الحاج سعيد البقال ..كنت أجري أجيبهم وتاخدهم خفية مني وتدس في ايدي قرش صاغ كان جايزتي في ختام كل زيارة ليها كل يوم . لكن أفتكر كويس تباهيها وفرحتها بوجود شعر أسود لعجوز عدت السبعين ... و وأذكر كمان حزن ودموع أول شعرة بيضا ظهرت بعد علاجها بالكيماوي ...!


سرداب ثان :

شحاتة الاخرس .. كان واد غلبان ...كتير كنت بشوف العيال ربطاه بحبل مطوق وسطه يغيب يعافر لاجل يفكه ..... ولما مينفك صريخه يملا فضا بيوت البلد ... أبوه وأمه طفشوا وفاتوه وحده يدوق مرارة اليتم وقلة الحيلة ... يغيب طول النهار ينظف ورا البهايم لاجل للقمة ناشفة وهدمة قديمة ... عرفت من حكاوي الدار إنه واد مبروك وفيه شيء لله ...وعرفت كمان إن الطيبين بيروحوا بدري كلمة كانت دايما تقولها عمتي هانم ... فاكرة يومها كويس يوم غير ايامه اللي مرارتها شبة بعض .. كان نصيبه في أكلة حلوة من ايدين مراة عمي ... بعدها جري على جنينة عمي أمين يحلي بمانجة يا دوب واقعة من الشجر ... ولما رجع نديت شحاتة ......سامعني ..! التفت ...طلع سلالم الفرندة ورجليه بتخبط ببعض ...ضحكت ..مديت أيدي وفضيت كام قرش باقيين من حصلتي بكفوفة المفتوحة .. عنيه رقصت من الفرحة .. ورمح بعدها بعيد لحد مختفى ... شحاتة إختفى بس مش من قصاد عيوني ...لا ...من عيون كل اهل البلد ... حكاوي كتير قالت إنه مات غريق بالترعة ...وحكاوي تانية قالت الديابة كلته وسط الغيطان .. وكتير قالو هج من البلد ...لكن الاكيد إن شحاتة راح زي كل الناس الطيبين ...‏

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى