محمد فتح الباب - أهلاً وسهلاً بك

من الصواب المخطأ قولهم: (أهلاً بك) فقد قام في زماننا من ينكر هذا القول ويخطئه على صفحات جريدة كبرى

ودخل أستاذ على تلاميذه حاملاً معاجم اللغة مدعياً أن العرب لا تقول: (أهلاً بك) وإنما تقول: (أهلاً وسهلاً) أي حللت أهلاً ونزلت مكاناً سهلاً ومنه: (مرحباً وأهلاً، وناقة ورحلاً، ومستناخاً سهلاً)

قال قائل منهم: وما رأي أستاذي في قول حافظ:

(أهلاً بنابتة) البلاد ومرحباً ... جددتم العهد الذي قد اخلقا

فقال: كلام المتأخرين لا يحتج به

ثم دارت الأيام دورتها وإذا بهذا الأستاذ نفسه يملي على تلاميذه أنفسهم قصيدة النابغة في وصف المتجردة ومنها:

لا مرحباً بغد ولا (أهلاً به) ... إن كان تفريق الأحبة في غد

فأعجب للنابغة كيف حكم بين اللغويين العصريين ميتاً كما كان يحكم بين الشعراء الجاهلين حياً

وطالما جرى هذا التعبير على ألسنة الفحول من المتقدمين أمثال ابن دريد في مقصورته والجاحظ في بيانه وتبيينه وأبي الفرج في أغانيه

وفي الصناعتين لأبن المعتز:

أهلاً وسهلاً بالناي والعود ... وكأس ساق كالغصن مقدود

قد انقضت دولة الصيام وقد ... بشر سقم الهلال بالعيد

ولما دخل الرسول على المتوكل برأس اسحق بن إسماعيل قام علي بن الجهم يخطر بين يدي المتوكل ويقول:

أهلاً وسهلاً بك من رسول ... جئت بما يشفي من الغليل

برأس اسحق بن إسماعيل

فقال المتوكل قوموا التقطوا هذا الجوهر لا يضيع.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى