رسائل الأدباء رسالة من الدكتور يعقوب صروف بخصوص الآنسة مي زيادة

مصر في 8 سنة 1924

حضرة الرصيف الكريم

سلاما واحتراما،
وبعد
فقد تلوت ما تكرمتم به وفيه أمران، الأول ترتيب المقالات فهذا يراعي فيه زمن ورودها أو وصول يدي إليها إذا كانت عندي، فليس في تقديمها وتأخيرها نظر إلى فاضل ومفضول. والثاني ما تكتبه الآنسة (مي) وأنا أعرف كثيرين من الذين لهم الكعب الأعلى في الإنشاء مثل المرحوم إسماعيل باشا صبري، ومثل السيد مصطفى الرافعي، يجلون قدرها ويمدحونها بالكلام والكتابة؛ وقد رأيت إسماعيل باشا صبري يقبل يدها في بيتي، ورأيت له ولولي الدين يكن ولخليل مطران قصائد في مدحها. وأظنني رأيت للرافعي أيضاً كتابا لها يطنب فيه في مدحها، فهل نسفه كل هؤلاء وهم من أئمة الأدب العربي أو نتهمهم بأنهم يقولون في الحضرة شيئا وفي الغيبة ضده؟ ثم إنني أستحسن هذا النوع من الإنشاء بدليل أنني لا أجرى عليه، ولكنني أفهمه لأنني أحسن لغة أوربية. وأرجح أن أكثر الذين يحسنون الفرنسوية أو الإنكليزية يستحسنونه. وقد جرى عليه الآن أكثر أدبائنا في أمريكا الشمالية والجنوبية وبعض أدباء الشام. وسيمكث الأصلح في ضروب الإنشاء.

هذا وأشكر فضلكم على حسن ظنكم بالمقتطف خاتما بأطيب تحية

يعقوب صروف




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى