من احمد بوزفور الى عبد القادر وساط

لا حول ولا قوة إلا بالله.. أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة نفسه؟ يبدو أن النار تقترب من الجاحظ. والقبض عليه كما في كتاب ( الجفر ) من أشراط الساعة. وعلى أي حال، وما دام ابن قتيبة في غرفة التحقيق، فقد كنت أود أن تسأله شرطة نجدان عن التناقض الواقع في كتابه ( الشعر والشعراء )، فهو في المقدمة لا يفضل عصرا على عصر، ويرى أن العلم والشعر والبلاغة مقسومة بين عباد الله في كل دهر، ويوحي بأنه سينصف المحدثين من القدماء ويُحدث قطيعة مع الرأي النقدي العربي القديم الذي كان يرى الفضل كله للقدماء، والذي عبر عنه ابن الأعرابي حين أُعجب بشعر سمعه، وطلب من أحد تلاميذه أن يسجله له في ورقة، فلما عرف أن الشعر لأبي تمام قال للتلميذ: خَرِّق.. خَرِّق.. لكن ابن قتيبة حين انتهى من النظري في المقدمة، وبدأ التطبيق العملي في الكتاب، رد الفضل كله أو أغلبه للقدماء، وأخذ يتتبع معاني المحدثين ويردها إلى من سبقهم ثم من سبق الذي سبقهم.. حتى محا التطبيقُ ما قالت المقدمة أجمعا.... ثم أحب أن تسأله الشرطة عن أثر مرو في أخلاقه، وعما إذا لم تكن قد أعدته بالبخل، فقد روى الجاحظ في البخلاء أن أهل مرو من أبخل الناس، وأن بخلهم ينتقل حتى إلى دواجنهم، فترى الديك في كل أنحاء الدنيا ينبش عن الحبة حتى يستخرجها فيقدمها للدجاجة، إلا دِيَكَةَ مرو، فإنها تستأثر بالحَبّ لنفسها ولا تطعم منه الدجاجات، ويرجح الجاحظ أن البخل في الماء الذي يشربونه.. فهل ذلك صحيح، وهل أحس أبو محمد بعد مرو بانقباض في يده وأثَرَة في خلقه؟
وأما بيت أبي نواس، فقد تصرف فيه ( مخزن ) نجدان، قبل أن يعلقه على باب المدينة، وهكذا أصبح، كما يراه كل داخل،: ( وأخفتَ أهل الشعر حتى إنه/ ليخافك الشعراءُ لمَّأ يُخلقُوا )
- بلى سي عبد القادر.. هي السبب الحقيقي. والتهم الأخرى تعِلَّات. أسِرّها في نفسك ولا تقصصها على زملائك في الكثيب، فيكيدوا لك عند الشرطة كيدا. ما أروع ابن قتيبة حين يفكر! وما أشده تحيزا حين يذوق!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى