ديوان الغائبين ديوان الغائبين : محمد محمود بن عمار - موريتانيا - 1912 - 1931 م

محمد محمود بن عبدالحي بن عمار التندغي.
ولد في منطقة الجنوب الغربي (موريتانيا) وتوفي فيها.
درس العلوم الشرعية والأدبية واللغوية والبلاغة والتاريخ والسيرة في محضرة أسرته، ثم في محاضر قبيلته.
على رغم من عمره القصير، كان نشطًا في الحياة الثقافية، وله مطارحات أدبية وعلمية مع أدباء عصره.

الإنتاج الشعري:
- له قصائد متفرقة وردت ضمن كتاب: «حياة موريتانيا»، وله مجموع شعري مخطوط بحوزة أسرته.
المتاح من شعره قليل، وفي الأغراض المألوفة من وصف ومدح وغزل، أفاد من موروث الشعر العربي القديم صورًا وألفاظًا ومعاني، كما أفاد من معجم النسيب
العربي في رسم صورة الحبيبة، لغته عذبة سلسة، ومعانيه متكررة وخياله قريب.

مصادر الدراسة:
1 - أحمد ولد حبيب الله: تاريخ الأدب الموريتاني - اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1994.
2 - الخليل النحوي: بلاد شنقيط، المنارة والرباط - المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - تونس 1987.
3 - المختار بن حامد: حياة موريتانيا - المعهد الموريتاني للبحث العلمي - نواكشوط (مرقون).


الربع المقدس

بين «الـحـويَّةِ» و«الـحَوايـا» منزلُ = جنـــب «الرويغة» للغزالة مُحْول
سحـبت بـه أذيـالَهـا دَهْرَ الصِّبـــــا = بـيضُ الـتـرائب فـي السـوابــغ تَرْفُل
عهدي بـه لِلَّهـوِ مُقتطَفٌ بــــــــــــه = مـا للصَّبَاةِ عـن الـتَّصـابـي معـــدل
والـدهـر صـفْوٌ لا يُرَى مَضَضٌ بــه = كلا ولكـن صـفـــــــــوْهُ مُستقبَل
والـيـومَ هـا أنـا لا أمـــــــــيِّزُ رَبْعَه = لعبتْ بـه بعـدي الصَّبـــا والشَّمْأل
لـم تُبْقـيـا مـن رسمه أثرًا ســــــــــوَى = ودٍّ يراه النّاظر الــــــــــمتأمّل
لـمــــــــــــــــا وقفت بربع عَزَّةَ هكذا = والـدهـر يُدبر بعـد مـا هـو مُقبــل
فـاضت دمـوعـي لـوعةً ممـا بـــه = سَحَّ الـحَيـا فـابتلَّ مـنهـا الـمحْمــــل
لكـنْ إذا أودَى الزّمـــــــــــــان برسمه = وتقـادمت مـنه العهـــودُ الأُوَّل
تبقَى لأحـمدَ ذي الـمحـامد فـي الـحَشـــا = جَنْبَ الـحـويَّة والـحـوايـا مـنزل
يعـلـو الـمـنـازلَ كلَّهـا فـمحـــــــــلّه = سَوْدا فؤادِ الـدهـر لا يـتحــــــــــــول
لـم يُعْفه مَرُّ الشمـال ولا الصَّبــــا = كلا ولا الغـيث الهَتـون الـمسْبــل
ربْعٌ زيـارتُه عـلى كل الــــــــــورَى = فرضٌ ولـيس يَزوره الـــــــمتَنعِّل
إن زرتَهُ متــــــــــــــــنعِّلا أو راكبًا = تَحْفَى ومـن فـوق الـمطـيَّةِ تــــــــنزل
ربعٌ بـه حـلَّ النـبـيُّ الـمــــــصطفى = وأهـاله النّورُ الـمـنــــــــــيرُ الأفضل
طه الـذي لـمّا دعـا عـند السَّمـــــــــا = والشمسُ حـاجـبُهـا، تــوارى الأسفل
ردّت له عـن صـوبـهــا حتى مضَى = بضعٌ مـن الأيّام طُرًا أطـــــول
طه الـذي أثنى عـلـيـــــــــــــه مؤكِّدا = لثنـائه الـذكرُ الكتـابُ الـــــمُنْزَل
طه الأمـيـن الهـاشمـيُّ الـمــصطفى = والـمقتفَى مـنه طريـقٌ أعـــــــدل


***


ظَبْيُ الدلال

أصـمـاك ظبـيٌ أحَمُّ الطّرف نـــــــــــاظرُهُ
تُصْمـيـه وجنـتُه الـحَمْرا ونــــــــــاظرُهُ
ظبـي أغرُّ كلـون الصّرف وجنـــــــــــــتُه
بـادي الـدّلال سقـيـمُ الجَفْن فـاتــــــره
فـي طَرْفه حَوَرٌ، فــــــــــــــي ثَغْره دُرَرٌ
عذبُ الـحديث رخـيـمُ النطق سـاحــــــــره
مُفَلَّج الثّغر فـي أنـيـابــــــــــــه شَنَبٌ
مـنضَّر الـوجه رَحْبُ الصّدر نـــــــــــاضِره
بـيضٌ تــــــــــــــــرائبُه، سُودٌ ذوائبُه
مُعَقْرَبُ الصّدْغِ رَخْصُ الكَشْحِ ضـامـــــــــــره
مـنعَّمُ القَدِّ فـــــــــــــــي أردافه لَبَبٌ
مـن رِيِّ مِعْصـمِه تشكـو أســـــــــــــاوره

***

تحية ربع

عـلى الربْعِ مـن جَنْبِ الـحُصَيِّرِ مــــــــربَعُ
لـمـيٍّ لهـا عـنه مـصــــــــــــائفُ أربعُ
شـربْتُ بـهـا خمـرَ الصِّبــــــــــا مُتَمطِّيًا
ذُرَى اللَّهْو فـي جلْبـابـــــــــــه أتبرْقَع
معـي فِتْيةٌ شُمُّ الأنـوفِ كأنهـــــــــــــم
بُدورُ كـمـالٍ أوسط الشّهـــــــــــــر طُلَّع
وقفت بـه والقـلـب للـحــــــــــزن مَرْتع
عـلى أننـي قـلـبـي مـــــــن الشّوق مُتْرَع
فقـلـت له والربع أطمَسُ طـــــــــــــامس
أأطمع فـي مـاضـــــــــــيكَ أم لسْتُ أطمع
فقـال: ألا لا تَطْمعِ الـيـومَ فـي الــــذي
مضَى بـي فلـيس الـيـومَ فــــــي ذاك مطمع
تـوطَّننـي الآرامُ والْعِيـنُ بعـدكـــــــــم
تظلُّ بِيَ الآرام والعـيـن تــــــــــــرتع
فقـلـت له: حـيّتك عـنـي تحــــــــــــيَّةً
دمـوعُ الهـوَى تَسْمـو الـتحـايـــــا أَمَرْبع

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى