من عبد القادر وساط إلى أحمد بوزفور

صديقي العزيز
أنا أيضا اشتريتُ قبل سنوات نسخة نادرة من كتاب " فتق الهميان عن ألقاب وزراء نجدان ."
و هي نسخة مصورة عن مخطوطة بدار الكتب بنجدان، برقم( 1243/ سلسلة الأدب )، وهي مكتوبة بالمداد الأسود، بخط النسخ، في القرن العاشر الميلادي، وتقع في خمسمائة ورقة، وتشتمل كل صفحة فيها على ثلاثين سطراً. وفيها شيء غير قليل من التحريف والتصحيف، تحتاج معه إلى محقق مقتدر. لكن زمن المحققين المقتدرين قد مضى إلى غير رجعة فيما يبدو.
وقد تحدث مؤلف " فتق الهميان "، عن ألقاب سائر الذين تولوا الوزارة في نجدان، سواء منهم أولئك الذين يتمتعون في نعيم القصور أو أولئك الذين انتهى بهم غضبُ الطاغية إلى جحيم السجون.
ومن الألقاب الطريفة التي نجدها في هذا الكتاب الفريد لقب " مرْآة الغريبة "، الذي كان يُطلق على وزيرة الظعائن في إحدى حكومات نجدان القديمة. يقول مؤلف الكتاب: " والمرأة حين تنتقل للعيش في دار غير الدار التي نشأتْ فيها، تتعهد مرآتها بالصقل والجلاء لأنها تُريها من محاسن وجهها ما لا يفطن إليه سواها. وقد قال ذو الرمة:
لها أذن حشر و ذفرى أصيلة = و خدٌّ كمرآة الغريبة أسجحُ
ومن ألقاب وزراء نجدان القدامى كذلك: " سرّ الزجاجة"، وكان يُطلق على الشيخ أبي الحسن الإفرندي رحمه الله، وكان وزيراً للرجَز. وعن هذا اللقب يقول مؤلف " فتق الهميان ": " وسرّ الزجاجة يُضرب لما لا يكتم الأسرار. و ذكر ذلك الشاعرُ السري الرفاء فقال:
لسانك السيف لا يخفى له أثرُ = و أنت كالصل لا تبقي و لا تذرُ
سرّي إليك كأسرار الزجاجة لا = يخفى على العين منها الصفو و الكدر
فاحذرْ من السر كسرا لا انجبار لهُ = فللزجاجة كسر ليس ينجبرُ
ولن أطيل عليك بالحديث عن كتاب تعرف خفاياه، ولكني أسألك رأيك في نشره مسلسلا على الفايسبوك حتى تعم الفائدة ويدرك الأصدقاء المرامي البعيدة لألقاب وزراء الطاغية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى