قصة ايروتيكة جورج سلوم - نكاح اليد!

وجاؤوا يطلبون يدها فقط.. للزواج ولم يقولوا قدمها

وبحضور مأذونٍ له .. تتناكح يدا العريس وولي العروس أولاً تحت منديل .. لأنّ السّترَ مطلوبٌ في النكاح .. وتلتقي عيونهما ويتبادلان كلمات الوفاق والاتفاق.. وما غيرُ الأصابع يعرف ماجرى تحت المنديل ..

إنه نكاح اليد !

فعندما أضع يدي على يدها يسمونه (وضع اليد ).. ووضع اليد على شيء يعني امتلاكه قانوناً .. ونكاح ذات اليد شرعيٌّ ومنه جاءت عبارة ( ما ملكت أيمانكم )..

وطول ذات اليد .. مالٌ وسلطةٌ وجاه

وآهٍ من قِصَر ذات اليد .. وهو فقرٌ وضعفٌ وقلة حيلة

وآهٍ .. وألف آه .. لكلّ يدٍ تنكح ذاتها سرّياً

وآهٍ من يدها .. فكلما أدخلت إصبعي بين أصابعها يثيرني التشابك الإصبعي .. حرارةً وبرودة وتلاحماً

البداية هي أن تضع يدك على يدها ..

فإن انسحبَتْ مذعورة كمن لدغتها حية أو صعقتها الكهرباء .. فاعلم أنّ الشحنات متعاكسة .. ومتنافرة..

تراجَعْ .. أو اعتبِرْ .. أو اعتذر .. احفظ ماء وجهك

وفي الأيدي مآخذُ ومسارٍ للتيارات الكهربائية .. ويجب أن تُحسن استعمالها وإلا تعرّضت لحروقٍ وصعقاتٍ قاتلة .. على الأقل قد يتعطل جهاز ما عندك أو عندها لمجرد إساءة استعمال القابس الكهربائي

وحتى عمال التوصيلات الكهربائية يستعملون كلمة ذكر وأنثى في أبجديات توصيلاتهم .. وكل الأجهزة المعروفة قائمة على إدخال الذكر في الأنثى ليتحقّق الشحن المطلوب ويتمُّ الوصال الكهربائي

ومهما كانت أجهزتك عظيمة ومتطورة ومشحونة .. لن تستطيع الاستغناء عن الشاحن الذي يحقق الوصال .. ولذلك يبيعون الجهاز مع شاحنه الخاص كصنوان متلاحمان .. لا يفترقان (بإذن الله ) مادام الجهاز حياً .. وإذا افترقا فلا حول ولا قوة إلا بالله

والشاحن الأصلي ضروري فعليه إشارة ضبطِ المصنع .. والشواحن العابرة كافرة .. بل وزانية!

خذ عبرة جهاز الكومبيوتر أمامك أو هاتفك الذكي بين يديك.. ولكلٍّ منهما عورات مقدسة .. قد تكون متخفّية أو منزوية جانبياً .. ولكنك تثق تمام الثقة بأهميتها .. وتخاف عليها من التلوّث وحتى من نقطة ماء .. وتخاف عليها من شاحنٍ غير موافق أو من تيارٍ عالي الشدة

وبعض الأجهزة يُغرقونها بالشحن المتواصل (كنوعٍ من إساءة الاستعمال ) فتملّ ذلك .. ولا تستطيع الرفض إلا أنها قد تسخن وتحرن وترعن .. عندها يتركون الجهاز ليستريح ويبرد قليلاً .. ولذلك يهللون للخميس فهو يوم عيد ففيه يعيدون الشحن شرعاً

ويغني صباح فخري .. إن تجودي فصِليني .. ويعيدها تكراراً .. فالجود تمنحه اليد المعطاء

وقد لا تنفع مراوح التبريد .. والماءُ المرشرَشُ على الأجهزة خطرٌ عليها كما أسلفت .. اترك جهازك المقيّد بالتوصيلات الكهربائية من كل فتحاته و المثقل بالبرامج المحمّلة فيه قسراً .. اتركه كي يرتاح ويستكين ويبرد .. وتراه قد يعود إليك أفضل

هو سيعطيك إشارة إنذار .. أنا بحاجة إلى الطاقة فبطاريتي قاربت على النفاذ

كانت معي شديدة الشبه بهاتفٍ ذكي .. فنقابها المحتشم كغلاف الهاتف يحميها ويقيها ويخفي كل إمكانياتها المتطورة والمحدَّثة من المصنع الإلهي مباشرة.. لا تحوير ولا تزوير ولا تعديلات أو إضافات تجعل الجهاز غير متناسق .. فالخالق الجبّار يصنع أجهزة كاملة ومتكاملة .. ولا داعي لشهادات ضبط الجودة.. ولا شهادات (الإيزو)!

جلسنا متواجهَين في مقهى .. هاتفٌ مغلقٌ وشارٍ مُولَعٌ بالأجهزة الجديدة .. صامتة ترقبني بعينها السرية والزبون يتأمّل غطاء الهاتف الأسود باحثاً عن سبل الدخول إليه وفك طلاسمه وأقفاله

القهوة كانت مفتاحاً لكشف وجهها ورؤية شاشة الجهاز الوضّاءة والنقية فلا بصمات عليها .. ولا تجريح أو تخريش في صفحتها .. والشاشة البكر تجذبني لأنها تعمل باللمسات السحرية

قلت لها وكانت ترتشف القهوة بتردد :

-سأرسل لكِ أغنية على البلوتوث.. ألا تقبلين إرسالي؟

وبلوتوث المرأة هو عينها .. فإن أغمضت وافقت .. وإن ابتسمت استمرّ الإرسال بالأمواج اللاسلكية .. وكانت أغنيتي طويلة التحميل .. واستمرار إطراق العيون وابتسامة الوجه دليلٌ على الرضى وتقبّل الجهاز للأمواج الدخيلة المُرسلة

وضعت يدي على يدها فما تهرّبت ولا تكهْربت .. فطبعتُ بصمتي عليها .. والأجهزة الحديثة تُفتح وتقفل ببصمة المالك

لا تضغط ولا تختبر طراوة أصابعها بالإعتصار .. فاللمسُ كفيلٌ بنقل التيار..

ثم قالت وقد فتحت عينيها :

- انتهى تحميل الأغنية .. طويلة سأسمعها في البيت على مهل..

هلمّ بنا إن شئت

في الطريق عاد النقاب إلى وجهها .. فشاشة الهاتف تضرها الشمس ويتلفها المطر ..

ومشينا ومازلت ممسكاً بيدها .. وأصابعنا متشابكة .. وأسرعنا الخطو كسجين قيدوه بالأغلال مع سجّانه .. فتتحرك أيديهما معاً

وكان السير سريعاً .. والتحميل المتبادل عبر الأيدي المتلاحمة متسارعاً .. حتى أحسسنا بحرارة الالتصاق ورطوبة التعرق في الراحتين .. عندها سحبَتْ يدها المبللة ونشفتها بمنديل ورقي ونفخَتْ عليها للتبريد فتطاير غطاء وجهها المُسدَل

أما أنا فمسحت شاربي بأصابعي المبللة .. فشممت منها عطراً

قلت .. وكنت أريد أن أرى وجهها مودّعاً:

- وكيف سأكتب كلماتي وانطباعاتي على شاشة جهازك؟

قالت .. وقد رأيت ابتسامتها من خلف النقاب :

- في المرة القادمة .. سأعطيكَ كلمة السر فتكتب ما تشاء

- سيدتي .. أنا طالبٌ يدكِ فقط .. أفلا تقبلين ؟

د. جورج سلوم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى