تشارلز بوكاوسكي - فتاةٌ على السلّم المتحرّك.. ت: محمد عيد إبراهيم

وأنا ذاهبٌ إلى السلّم المتحرّك
أمامي
شابٌّ وفتاةٌ جميلةٌ شابة.
بسِروالٍ قصيرٍ، وبلوزةٍ محبوكة.

ونحن نصعدُ، كانت تُريحُ قدَماً
على سُلّمةٍ لأعلى فتتّخذُ مؤخّرتها
قالَباً آسِراً.

ينظرُ الشابّ حواليهِ يبدو قلِقاً،
ينظرُ إليّ.
فأُشِيحُ بعيداً.

§

لا، أيها الشابّ، إني لا أنظرُ،
لا أنظرُ إلى مؤخّرةِ فتاتكَ.
فلا تقلَق، إني أُراعيكَ أُراعيها.

في الحقيقة، أُراعي كلّ شيءٍ؛ الأزاهيرَ وهي تنمو، النسوةَ الشابّاتِ،
الصغارَ، الحيواناتِ أجمعَها، عالمنا المعقّدَ النفيسَ،
كلّ شيءٍ وكلّ امرئٍ.

§

أحسّ بالشابّ وهو يشعرُ بالتحسّنِ فأَغبِطهُ.
أعرفُ مُعضِلتَه: فالفتاةُ لها أمٌّ وأبٌ، ربما أختٌ وأخٌ،

وباقةٌ طبعاً من أقاربَ مُبغَضِين
وهي تودّ أن ترقصَ وتُغازَلَ، كما تريدُ أن تمضي إلى السينماتِ أحياناً
فتتكلّمُ وهي تلوكُ ما تلوكُ في الوقتِ ذاتهِ

وتستمتعُ بكماءَ بعروضِ التلفزيون فتظنّ أنها ممثّلةٌ ناشئةٌ وهي
لا تبدو دائماً على ما يُرامُ،

§

مِزاجُها عَكِرٌ وقد تُجَنّ أحياناً
قد تثرثرُ ساعاتٍ على التلفونِ وترغبُ في السفرِ إلى أوربا ذاتَ صيفٍ قريب
تودّ منكَ أن تبتاعَ لها مرسيدسَ تقريباً جديدة، كما أنها مُغرَمةٌ
بالممثلِ مِيل جيبسون، وأمّها
سِكّيرةٌ وأبوها عُنصريٌّ
وأحياناً وهي تُغِرقُ في الشرابِ
تُخرخرُ وهي باردةٌ غالباً في الفِراشِ

ولديها رئيسُ طائفةٍ، أحدٌ قابلَ المسيحَ
في الصحراءِ عام 1978، وهي تودّ أن تُصبحَ راقصةً كما أنها
عاطِلةٌ
ودائماً ينتابها صُداعٌ نِصفيٌّ
حينَ تتناول السكّرَ أو الجُبنَ.

§

أراهُ يأخذُها صاعِدَين
السلّمَ المتحرّكَ، ذراعهُ
للحمايةِ حولَ خَصرِها، يظنّ أنهُ
محظوظٌ،

يظنّ نفسَه مُميزاً حقاً،
يظنّ أنهُ لا أحدَ في العالمِ يملكُ
ما يملكُ.

§

وهو على حقٍّ، على
حقٍّ إلى حدّ كبيرٍ، كبيرٍ، ذراعهُ حولَ
ذلكَ الوعاءِ الدافئ
من الأمعاءِ،
المثانةِ،
الكُليتَين،
الرئتَين،
الملحِ،
الكبريتِ،
ثاني أكسيدِ الكربونِ
والبلغَمِ.


§

حظاً
سعيداً!



* عن موقع غاستون باشلار

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى