نقوس المهدي - عبدالله البردّوني.. الشاعر البصير

في إحدى دورات مهرجان الموصل الشعري ، ارتقى المنبر ( أعمى يقود بصيرا) ، بقامة قصيرة وشعر اجعد ووجه ثقبه الجذري وأطفأ عينيه.. فتبرم بعض الحاضرين الأنيقين من كبار شعراء ذلك العهد ، واستخف آخرون ، وسمعت جلبة بسبب تحرك الكراسي ، ومغادر الكثير منهم الى ردهات القاعة ، وحينما حملت اليهم مكبرات الصوت صوت شاعر اسمه عبد الله البردوني هرعوا لاخذ مقاعدهم من جديد ، وسمعت الكراسي تتحرك مرة اخرى .. وتضج القاعة بالتصفيق والاعجاب.. مطالبة باعادة الابيات ، ويحيطون به طالبين وده ،
ويروى ان ( الجواهري، الذي كان مبرمجا في قراءات أخرى ، هانت عليه قصيدته بعد أن استمع إلى قصيدة "أبو تمام وعروبة اليوم" للبردوني، ولم يكلف نفسه عناء قراءتها، وسجَّل حضوره على المنصًّة بقوله: "حسبي من المهرجان كله ما قاله شاعر اليمن الكبير الأستاذ عبدالله البردوني".

يقول الشاعر الذي قال يوما : " إذا أردتم أن تنظروا إلى اليمن فانظروا إلى وجهي" معلقا
(لم يكن اسمي ضمن المشاركين في المهرجان، فذهبت إحدى الموظفات في وزارة الإعلام والثقافة العراقية - اسمها فلانة الجبوري - إلى المختص بدعوة الشعراء المشاركين، وقالت له لماذا لا يوجد شاعر من اليمن؟ فقال لها إنه لا يعرف أحداً، فقالت له ضع اسم عبدالله البردوني، فهو خير من يمثل اليمن.
وضعوا اسمي وتواصلوا بي وقبلتُ الدعوة، وذهبت إلى العراق..
كان هناك الجواهري والبياتي ونزار قباني وأحمد عبدالمعطي حجازي، وشعراء كُثر قرأوا قصائدهم، وجاء دوري، وأثناء سيري إلى المنصة لقراءة القصيدة سمعتُ الناس يتهامسون: ماذا سيقول هذا بعد كل أولئك؟! )

أبو تمام وعروبة اليوم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى