عبد الهادي شعلان - إفاقة..

[SIZE=5]إ[/SIZE] سحبها إلى مقبرة فرعونية.. نعم تحبه.. لو لم تكن تحبه لما أعطته أي شيء.

اليوم، قلَّما يأتي أحد لمشاهدة المقابر. صمت قاتل. طنين الذُّباب هنا عال. دارا في غرف المقبرة يشاهدان (التصاوير) على الجدران (بنات فرعون في الحمام) استيقظت في داخله أشياء نائمة. اخترقته نظراتها وهو يحدق تحت الْمَاء، طبطبت على الصورة، كأنَّها تغرق بنات فرعون، تمحوهن من مجال رؤياه، أرادت أن تكتمهن. لمس يدها.

- لا تخش عليهن إنهن بسبعة أرواح.

ضغط على يديها. نفذتْ حرارة يده داخلها. أنفاس الموتى تتردَّد. داعب خصلات شعرها. الذُّباب يعزف ألحانا جنائزية. استرخت أعصابها. أنين الموتى يمزق أرضية المقبرة. تراب ثلجي ينتشر في المكان. بلا وعي ارتمتْ فوق التَّابوت. صراخ التَّابوت مزَّق الجدران. انقض عليها. وَلْوَل التَّابوت وعلتْ أصوات استغاثة. ما يزال الذًّباب يطن. في غيبوبة النَّشوة فتحت عينيها. نظرتْ في سقف الغرفة..

(شخص يحمل ميزاناً، يزن القلب بالرِّيشة. تُقَدم نتائج المحكمة لشخص مهيب. طاش القلب. رجحتْ كفة الرِّيشة. صدرتْ الأوامر. تقدمتْ الحيَّات والتماسيح. ُرُفعت الموازين. طارت الصُّحف والأوراق. قصف.. رعد.. دماء تنفجر)

توقف قلبها، صُبَّ عليها حممْ وثلوج. مَسَح قطراتْ العرق الَّلزجة من فوق جبينه وهو يسوي ملابسه. أصوات أقدام تقترب. انتفضت وهي تردِّد:

- الحارس.. الحارس.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى