علاء سيد عمر - القطار - قصة قصيرة

علاء.jpg

علي غير العادة .. ينتظر .. دهشت .. ومما أثار حفيظتي هو إنني لم أعرفه .. في شكل مغاير لشكله اليومي بدا .. الركاب الذين كنت اعرفهم و اعرف كل ما فيهم ويعرفون كل ما في .. تعثرت ولأول مرة في قراءة وجوههم المكتظ بها جوفه .. فبدت غير مألوفة لي .. وكنبتة وحيدة تعاركها الرياح كنت .. لذا ترددت في الركوب .. شيء ما يهزني .. يزلزلني .

:- تري ماذا جري لي …………….!

اشعر انني افقدني .. شيء يحاول ان يسلب ذاكرتي مني .. لكنني اتشبث بي .. مؤكدا ان اسمي علاء سيد عمر .. واليوم الخامس من الشهر العاشر كان ميلادي .. كذلك احفظ عن ظهر قلب كل أرقام الأعداد ..وأيام الأسبوع سبعة .. أعرف أسمائها .. وأسماء كل حروف الهجاء .. ولان أقدامي معتادة السير علي الأشواك ابجل حرف السين ..أعشقه فقد همست لي صاحبته وانا أحاول أن اطبع علي الشفاه شفاهها .. في ذلك المساء البعيد قبلة الوادع الأخيرة .. بعدما ترنمنا بأسفار الرحيل

:- احذر من يطعن في حلم سيطعن في باقي الأحلام

لم أهتم فإذ بي وأحلامي نطعن ونطعن .. لأقف في الساحة عاريا بلا حلم .

:- هل أخطأت……؟

ازفر

:- لا

فها هو يرسو علي نفس رصيفه اليومي .. كذلك نفس أتجاه عربة الجر .. لكن الميعاد ليس ميعاده.. القلق المستبد بي يدفعني لأسأل .

:- أين سيتجه هذا القطار …………؟

كأنه يسبني اجاب احد حاملي الوجوه الهلامية .

:- جنوبا

تمنيت لو لم ينطقها .. لو قال انه سيسير في الاتجاه المغاير.. لكنه في الاتجاه المعتاد .. سار .. فقفزت داخله .. وكما تعثرت في قراءة الوجوه.. تعثرت بأجسادها .. الاصوات الصادرة من حاملي الوجوه الغير مؤكدة تنهرني .. تهددني .. افقد حاسة الرؤيا .. فأتخبط بمصادر تلك الأصوات .. أتهاوى .. أتناثر تحت النعال التي راحت تلكوني في تلذذ غريب .. كنت واثقا من إنني الوحيد الذي سيهبط من ذاك القطار عندما يتوقف في بلدتي .. ولكن هبط معي منه الكثر .. راحوا يتبعونني خطوة بخطوة .. ليندس بعضهم في المنازل المجاورة لنا.. بينما بعضهم الأخر دخل خلفي .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى