ميادة محمد الحسن - سوناتا الجبل

وردةٌ جهنميةٌ تلفظُ عواءها؛
مسوخاً مشردةً في احتدام العبور

***

تنهض غابة التشيللو عن غفوة الأفلاك
وتداعب شَعر المدينة الأكرت
شوبان ألف صقرٍ جائع
وألف نظرةٍ جارحة
وأنا الركاكةُ ترتعدُ في نعش المخاتلة
صوتي ماموثُ أخيرٌ يجرجرُ أقراط المدينة
ساعدي خلاطٌ كونيٌ للسأم
له في كل يُتمٍ سلالة
في كل غرفةٍ بالجسد جُنحة
وفي كلِّ منفى كَرمة

رئتي غزالةٌ تنازعُ أحلام النهر المبتلة،
قلبي صرخةٌ بكعب الدم
أطلقتها العتامير شبقةً تختبرُ غربةَ كهوفها

شوبان خلخالٌ بساق الليل الوئيد
ولبلابةُ الدّم مضرمةٌ على إطراق المشربية..
صاغراً في استعار الفتون برهق المومياء؛
يعرك الأرق صوته بالسدرة الدهماء
حتى تنتحبَ الوضاءةُ بنبض الموتيفة
تبرقُ صيحة الرّخ في حشد الهشاشة
أُسحلُ في موطئ الرمش

رُكوْعاً في سورة الجبل
ينشجُ الجلدُ منصوباً على وتد الانتباهة
أتهدّجُ مذروةً في سُدُم الشفاعة
أغربل صوتي في الثقوب السوداء التي التهمت حياةً كاملةً من هندسة الضوء
أحيكُ أشرعةً في قاع العين الزجاجية

مستدقةً من قوسِ نحولي
أُطْلقُ في عمى الوحيد ..
أهيلُ الليل بأجنحةٍ كاسدة
على هيكل التفاحة العَظْمي

أُراقُ في بيوت الملح
كلّما أسرّ قمَرٌ لكتف السهادِ بأهوال الفضة
بيُتم النداءات تنهشُ كثافتها معقوفةً على الظمأ
بانفراط الكثافة لمئة طيرٍ شريد..
مقوّضةً في المدارات العصبية
أتكسّرُ في منشورِ السراح
لأطيافٍ رمادية ساهمة

حانة المجرةِ تغرفُ من سريرة الدمعة
برتقالُ الدّمِّ يتقشَّرُ عن خواره؛
فَرائساً مُتهللةً تجترُّ صليل هزيمها ..
أنا تليفٌ هائِمٌ في حريرِ الذّبح
لثغةٌ صبغيّةٌ على نسج المواربة
صيرورةٌ مضرجةٌ بظلال الدحض..
يشرقُ كبدي فرط أعطابه
في سوناتا الجبل المضرم في جثتي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى