سهير عبد الرحمن - الحب.. كده

الحب , لا أدري متى سمعت هذه الكلمة لأول مرة, أكيد في أحد الأفلام المصرية القديمة حين يعترف البطل للبطلة بحبه و يقول لها أجمل كلمة في الدنيا : أحبك.
الحب في أفلام عبد الحليم حافظ سهد و عذاب و فراق و خصام و صلح و قبلات حارة. الحب في شارعنا غير.
حب الشرفات و النوافذ حيث الأحبة داخلون خارجون من الشرفات في قلق و لغة الإشارة و الشوق في العيون الزائغة.
أتذكر أيام الاختبارات في صيف القاهرة حينما كنا نسهر حتى الفجر و الشرفات في عمارات شارعنا تشهد على الأحبة في قلب الليل. توتر الاختبارات خاصة في الشهادات النهائية كالإعدادية و الثانوية كان يقلله بعض الحب هنا و بعض الهيام هناك و مادام كله من بعيد لبعيد يا دار ما دخلك شر ( عند أهالينا الحب شر ).
أتذكر صديقتي في كلية الطب التي كانت كل سنة في فترة الاختبارات تقع في الحب, حب زميل مختلف. كانت تهرب من توتر المذاكرة بالتوهم أنها تحب أحدهم , فتتقرب إليه و تصاحبه و تهيم به عشقا, و بعد الاختبارات لا تتذكر حتى اسمه. أي و الله هذا ما كان يحدث مع زميلتي.
في أحد المخيمات الصيفية بشاطئ أبو قير بالاسكندرية تذكرت حكاية مثيرة. كنت أول من يخلد للنوم مبكرا في المخيم المكون من أكواخ خشبية في حديقة رائعة مطلة على البحر في مكان خالي من المباني و السكان.كنت أهيم عشقا بموج البحر الذي يأتي ليقبل أصابع قدمي و أغوص قليلا في الرمال الناعمة قبل أن يذهب الموج و يأخذ قبلاته معه للبحر الكبير المتسع. الشروق كان انبهارا و روعة و المخيم كله نائم و أنا وحدي بعد صلاة الفجر أحتفي بشمس جديدة ,لم تكن هي نفس الشمس التي غربت بالأمس بل في عيوني كانت تولد شمس جديدة مع ميلاد كل يوم جديد .
كعادتي ذهبت لسريري المجاور للحائط و وضعت رأسي على الوسادة لأنام مديرة ظهري للغرفة الخالية من زميلاتي الساهرات في سمر و مرح في المخيم. فجأة سمعت صوت زميلتين يتهامسان دون أن تدريا بوجودي في الكوخ. اشتكت احداهن باكية من صاحبها الهائمة به عشقا و أنها تتعذب لأنه مازال مع زوجته و لم يطلقها.
هل نمت في هذه الليلة ؟ بالطبع لا. ذهلت أن قصص الأفلام حقيقية و ها هي فتاة في الرابعة عشرة من عمرها تصاحب رجلا متزوجا و يا خوفي مم يكون من تطور العلاقة بينهما. هذا حب أكرهه.هذا ليس بحب , هذا حرام.
في قريتنا كان الحب جريمة و أذكر إحداهن وقعت في حب مدرسها و كتبت له خطابا غراميا انتهى بسحبها من المدرسة و حرمانها من التعليم و تزويجها فلاح...غبي . هذا حرام...حرام ما حدث لها.
لن أتكلم عن حب هذه الأيام لأنني لا أظن أن هناك حب حقيقي بل غرائز فقط و شهوات و زواج عرفي وحب سريع كالوجبات السريعة و حب النت و الجوالات. هل مات الحب الصادق الرائع ؟ لا أدري, و لا يهمني إن عاش أو...مات .


21 نوفمبر 2011

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى