ديوان الغائبين ديوان الغائبين : محمد الصالح خبشاش - الجزائر - 1904 - 1939

ولد محمد الصالح خبشاش في وادي يعقوب (قرب قسنطينة - شرقي الجزائر) وتوفي في مدينة قسنطينة.
حفظ القرآن الكريم في قريته، ثم تلقى علومه على يد «عبدالحميد بن باديس» مؤسس جمعية العلماء المسلمين في الجزائر، فعلى يديه تعلم وتثقف واستمرت صحبته له قرابة ثماني سنوات، بدأ بعدها في نشر أفكاره ونظراته ضمن جرائد «عبدالحميد بن باديس» نفسه.
عمل رئيسًا لتحرير جريدة «الحق»، إضافة إلى ما كان ينشره من قصائد ومقالات في جريدة «النجاح»، التي استحوذت على جل نشاطاته، كما نشر مقالاته وقصائده في «الشهاب» صحيفة جماعة العلماء المسلمين.
يعد من شعراء الحركة الإصلاحية المتبنية لأفكار جمعية العلماء المسلمين بالجزائر، وكان يوقع كتاباته وقصائده باسم: «الوطني الصميم».
عاش حياة ضنكة، لم يعرف فيها طعم الاستقرار، ورحل عن دنيانا وهو ما يزال في ريعان شبابه، على أثر مرض عضال لازمه سنينًا.

الإنتاج الشعري:
- نشرت له جريدة النجاح عددًا من القصائد: «جزائرنا» - العدد 1954 - 1 من يناير 1937، و«حقوق الجزائر» - العدد 1969 - 17 من مارس 1937، و«هذيان ملحد» - العدد 1974 - 23 من مارس 1937، و«فلسطين المنتصرة» - العدد 201 - 18 من أغسطس 1938، و«وقائع تونس» - العدد 2098 - 29 من يناير 1938.

الأعمال الأخرى:
- له عدد من المقالات التي يدور معظمها حول التاريخ والاقتصاد منها: «نكبات الأمة الجزائرية» - جريدة المنقذ - العدد 4 - 23 من يوليو 1925، و«نحن تاريخ قديم» - جريدة المنقذ - العدد 9 - 3 من سبتمبر 1925، و«إفريقيا شرقية لا غربية» - صحيفة الشهاب - العدد 7 - 24 من ديسمبر 1925، و«هلم إلى تأسيس الشركات هلم» - جريدة الحق - العدد 10 - 23 من يوليو 1926، و«الاقتصاد عمار والإسراف دمار» - جريدة الحق - العدد 11 - 25 من يوليو 1926، و«الجرائد وفوائدها» - جريدة الحق - العدد 15 - 17 من سبتمبر 1926.
شاعر متمرد، شعره دعوة إلى التحرر، والأخذ بأسباب الحضارة الغربية، وفيه دعوة إلى تحرير المرأة، والاهتمام بتعليمها. وله شعر في وصف المدن، ممتزجًا بوصف الطبيعة، والتأمل في بديع الكون، إلى جانب شعر له في الفخر بالماضي التليد.
وفي رثاء الشهداء. لغته متدفقة، وخياله طليق.

مصادر الدراسة:
1 - صالح خرفي: صفحات من الجزائر - الشركة الوطنية للنشر والتوزيع.
2 - عادل نويهض: معجم أعلام الجزائر من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر (ط3) - مؤسسة نويهض الثقافية - بيروت 1403هـ - 1982.
3 - محمد الأخضر عبدالقادر السائحي: روحي لكم - المؤسسة الوطنية للكتاب - الجزائر 1986.
4 - محمد الطمار: تاريخ الأدب الجزائري - الشركة الوطنية للنشر والتوزيع - الجزائر 1981.
5 - محمد الهادي الزاهري: شعراء الجزائر في العصر الحاضر (جـ2) - المطبعة التونسية - تونس 1927.
6 - محمد ناصر: الشعر الجزائري الحديث واتجاهاته وخصائصه الفنية - دار الغرب الإسلامي - بيروت 1985.
مراجع للاستزادة:
1 - أبوالقاسم سعدالله: تاريخ الجزائر الثقافي (جـ 8) دار الغرب الإسلامي - بيروت 1998.
2 - صالح خرفي: الشعر الجزائري الحديث - المؤسسة الوطنية للكتاب - الجزائر 1984.
3 - محمد ناصر: المقالة الصحفية الجزائرية (جـ2) - الشركة الوطنية للنشر والتوزيع - الجزائر 1978.

من قصيدة: المدينة المنيعة
في وصف مدينة قسنطينة

تلك المديـنةُ هل فـي الأرض مَبْنـاهـا = وهل حـوَتْ كتبُ التـاريـخ مَعْنـاهـا
مديـنةٌ أحكـم الـبـانـي لهــا أسسًا = مُثلى وأتقنَ بعـد الـوضْعِ أعـلاهــــــا
خُطَّتْ عـلى ذروةٍ مـا بـيـن أهْوِيةٍ = النجـمُ يحـرسُهـا والشَّمسُ تـرعـاهــا
قـامت عـلى جـبـلٍ أعـظـمْ بـه جـبلاً = بـيـن الجـبـال يحـوزُ الفخرَ والجـاهـا
أخـوه فـيـزوفُ إلا أن ســـــاحتَه = فسـيحةٌ رَحَمـاتُ الله تغشـاهــــــــــــا
وادي الرمـال إذا أبصرتَه ذهــبَتْ = أتـراحُ قـلـبِكَ حتى النفسُ تـنسـاهـــا
يـنسابُ في مفرقِ الطَّوْدِ العـظيم وإن = صدَّتْه عـائقةٌ بـالرغم ألقـاهـــا
«وادي العقيق» وكلُّ العُرْبِ تُكبرُه = هـيـهـاتَ يفضلُ وادي الرمـلِ إن تـاهـا
انظرْ الى الغابةِ الهـيفـاءِ كيف زَهَتْ = لـمـا الربـيعُ أتى والزهـر وَشّاهـــــا
واهبطْ إلى فُسحةِ «الريمـيسِ» كـيْمـا ترى = تلك المـنـاظرَ دومًا تذكرُ الله
واشخصْ بطرْفكَ نحـو الرّاسِي حيث ترى = أنَّ الـمدينةَ ذاتَ الرَّجْعِ مـثْواها
وأن «قنطرةَ الأحـبـال» مـا نُصــــبَتْ = إلا لأن مهـيبَ الـحشْرِ نـاداهـــــــــــا
يجتـازهـا النـاس والهـامـاتُ مُطرِقةٌ = كأنَّ عِزْريلَ بـيـن الصخرِ يَكْلاهـــــــا
قفْ نـادِ آثـار «قسطنطـيـنَ» واضِعِهـا = ذاك الـذي مهَّدَ الـدنـيـا وسـوّاهــا
لا شكَّ تُنـبـيكَ عـن قـومٍ ذوي فِكَرٍ = ذاقـوا الـحـيـاة وطـافـوا بُعْدَ معـنـاهـا
سـار الأمـير عـلى النهجِ القـويـمِ وما = فـي الفخر مَنقبة إلا تعـالاهــــــــا
شـاد الأمـيرُ جسـورًا لا تزال على = قَيْدِ الشخـوص كأن الدهـرَ يـخشـاها
أعـلى الأُلى شُغِفـوا بـالعـلـم صورَتَهُ = أمـا الجهـولُ فتحْتَ الأرض أخـفـاهـا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى