رسائل الادباء : رسالة من محمود الطاهر الصافي إلى محمود أبو رية

14 - 08 - 1950

إلى الأستاذ أبورية

سلام عليك ورحمة الله ووفقك لاستخراج الكنوز الرافعية العبقرية الإسلامية لتتم بها نهضة العقلية الممتازة في الشرق.

وبعد فإن بشرى رسائل الرافعي قد لفتت قلوب الواعين فأثنوا عليك ثناء جميلاً وودوا لو انضم إليك في عملك النبيل بقية الفضلاء الأدباء الرافعيين ليكملوا نشر آثار إمامهم الفذ كما كان من عمل الذين حفظوا الأدبين الخالدين: أدب الشيح عبده وأدب تيمور، على أنهم يعلمون أن أدب الرافعي هو أدب الغد في تمامه ونضجه وأن مكان صاحبهم في العرب يقابل مكان إقبال صاحب (الباكستان) ولكن هذا هنالك وذلك هنا. . . انهم يعلمون أنه صاحب (أسرار الإعجاز) الذي بنى فيه علم البيان العربي بناء يناسب عصر الذرة كما يقول الصديق الأستاذ منصور جاب الله، وأنه لحق، فإن التحليل الرافعي لمسائل البلاغة هو تحليل ذري. . .

لقد قسم الذرة في بلاغة العربية، وما من ريب في أن الأستاذ الكبير سعيد العريان يعلم أن الرافعي حقق (ديموقراطية الأدب) في عبقريته الخالدة (أغاني الشعب) ومن يعرف هذا أن لم يعرفه سعيد؟ - أسعد الله به الأدب - فإنه جهينة هذا الأمر وأرجو أن يبقى كذلك دائماً.

وبعد فيا أيها الأستاذ أبو رية امض قدما فقد سرت بك العربية والسلام.

محمود الطاهر الصافي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى