أمل الكردفاني - أنثى - قصة قصيرة

✒ تبكي وهي اثناء بكائها المرير تمرر احمر الشفاه على شفتيها بدقة ... تراقب جمالها عن كثب دون ان تتوقف عن البكاء... تمسح الزوائد اللونية فوق شفتيها دون ان تتوقف عن البكاء...تقيم مدى تجانس لون أحمر الشفاه مع لون شعرها والآي شادو ... ايضا دون ان تتوقف عن البكاء... تفكر في شاب وسيم لاحظته في الحفل دون ان تتوقف عن البكاء .. تقرر انها ستغويه دون ان تتوقف عن البكاء... تسمع صوت عدوتها اللدود فتتوقف عن البكاء وترسم ابتسامة واسعة وتمسح الدموح وانسال الكحل وتستعد للانتقام... تنتقم ثم تعود الى البكاء... تتماسك بعد كل هذا الانهيار العصبي... وتخرج الى الحفل ... ثم تغوي الشاب .. تحمله على ان يحملها الى الفراش..وبعد ان ينتهيا .. يتركها فتعود الى البكاء... ثم تبتلع قرص اسبرين بقصد الانتحار... تنام وهي شبه متأكدة من ان الاسبرين سيقتلها ولن يقتلها في نفس الوقت...وهذا بالضبط ما يعبر عن مشاعرها تجاه الحياة فهي تكرهها وتحبها في آن واحد.. تنام ... وتحلم بأنها تملك جناحين ، وترى نفسها تطير في الجنة ، وتستيقظ وهي لا زالت تطير ، تجمع شعرها في شكل ذيل حصان الى الخلف ، تذهب لتستاك ، تلاحظ تورم اجفانها في المرآة ، تشعر بالخوف ، تتمنى ان تنطفئ الانتفاخات بسرعة ، تستحم وهي تغطي شعرها حتى لا تضطر لكيه مرة أخرى عند الكوافير ، تغسل جسدها وتتلذذ بثدييها ،؛ثم تلعن شاب ليلة أمس ، وتتمناه في ذات الوقت ، رغم ضعفه لكنه نظيف ووسيم ، تتمنى فقط لو كان اكثر عنفا بقليل مما كان عليه... على اية حال هي تقبل به ، والنواقص يمكن اكمالها مع رجل آخر ... الحياة تستمر والاسبرين سبب لها صداعا رغم ان وظيفته هي طرد الصداع ، تشعر بالاكتئاب ، تتجه الى المطبخ ثم تواصل بكاء الأمس بنفس مقادير البارحة ، تشرب الكابتشينو ببطء ، ترتدي ملابسها ثم تخلعها ، تقرر ان تكون اكثر تحفظا اليوم ثم تتذكر سكرتيرة المدير الخليعة الغاوية فتغير رأيها لترتدي ملابس اكثر فتنة... تحاول التأكد من ان التنورة الضيقة لا تظهر كريات السيلولايت الدهنية على اردافها من الخلف ، مع ذلك فهي لم تتوقف عن البكاء طوال هذه المدة... تبكي بذات القدر الذي كانت تبكي به ليلة امس وربما ليلة ما قبل الامس وما قبل قبلها وقبلها وقبلها وحتى اليوم الذي رأت فيه شعيرات تنمو فوق عانتها.. وشاهدت بجزع تلك الدماء تنسال من بين فخذيها ، انها لم تتوقف عن البكاء .. فهنالك شيء ما قد استقر -منذ بلوغها- بقلبها ،،، ذلك الشيء الذي يجعلها تشعر بالحنق حينما تتذكر وصاية الذكر عليها فترفضها وتمقت الرجال كلهم ، ثم تنصاع فوق السرير لتتخذ كل اوضاع الخضوع المخزية من أجل هذا الرجل ، تفعل ذلك وهي تبكي بصمت ... انها انثى مكتملة الانوثة ، قال لها أحدهم ذلك ؛ وهي تصدقه بدون أدنى شك...، ولكنها لا تعرف حقا معنى ان تكون مكتملة بشكل دقيق ، ستسأله ان قابلته مرة أخرى ، أو لن تسأله حتى لا يعتقد أنها مهتمة بذلك ، لكنها تتمنى لو كانت قادرة على سؤاله. غير أنها لن تفعل..بالتأكيد لن تفعل.. بل من المستحيل أن تفعل.. انها انثى كاملة ..كاملة أيا كانت طبيعة هذا الكمال... تقنع نفسها بذلك.. ثم تواصل البكاء...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى