جلاء عزت الطيري - الجمجمة

جمجمة عجفاء على المنضدة المزدحمة بكتب الطب.. أصفر.. أصفر.. كان وجهها.. رائحة الموت تملأ أجواء الحجرة.. من مقعدها هبت البنت.. بالفرشاة أمسكت.. بالذهن تدور الأفكار.. عاجزة هي عن الخروج الفكرة تمشي متباطئة .. لجد سأرسم لكني أخاف أن أنسى الشارب فينهرني ويغضب مني.. إذن الأب سأرسم.. حمراء.. حمراء كانت عيون أبي.. أخاف وأرد تلك الفكرة.. عين الأب تحتاج إلى قطرة.. على الشجرة قلب مغروس فيه السهم.. رومانسي جدا هذا الرسم.. الشجرة كانت شجرة تفاح.. بعض التفاح يساعد عقلي على التفكير.. امرأة العزيز أدخلت الصديق يوسف على النسوة فقطعن أيديهن.. لا.. لا.. مفزعة جدا تلك الفكرة..

فإن جوخ أعطى للحبيبة قلبا.. فنا.. حبا.. أذنا مقطوعة .. فلأرسم أذنا قطعت ويسيل منها الدم.

الدم يرسم قلبا يعانق في لهف قلب الحبيبة.. الجمجمة تنشر رائحة الموت.. تشعرها أنها في مقبرة.. تسمعها أنين الموتى وصخب البكاء بيدها.. أزاحت هذا الرأس العظمى .. قادرة هي على وضع بعض خطوط اللوحة.. من يدها تنزلق الفرشاة.. صرخت.. الصرخة تعلو.. تعلو.. أعضاء مبعثرة تملأ أرجاء الحجرة رأس.. فم.. قلب .. أذن مقطوعة.. بالأم تستغيث.. يد تفتح الباب.

يتبعها الرأس.. فم يسأل عن سر الصرخة.. بيدها أزاحت كل شيء.. إلى الخارج تجري.. بشعا.. بشعا كان المنظر.. الأعضاء المبعثرة تملأ الشوارع.. رءوس تتقافز.. مثل كرة المطاط يد تشتبك مع الأخرى حاولت الصراخ.. غادرها الصوت وجرى بعيدا عنها.. بيدها تحسست وجهها.. نحو البيت تجري أقفلت الحجرة.. التقطت الفرشاة.. أكملت اللوحة.. أذن مقطوعة، يسيل منها الدم !


glaa al tayri.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى