مبارك وساط - له ذاكرةٌ حَيّة.. شعر

كان يَمْضي عَبْر شارع العظام
تحت مطرٍٍ من ابْتسامات الأشباح
يُخفي جيّدًاً صرختَه السّرّية
لا يحبّ الحياة كثيراً
لكنّه لا يكرهها
لقد وُلِد ذات يوم
اشتدّ فيه الحرُّ على المجانين
وهو يعيش الآن مثل الكثيرين
قرب بركة عجوز
يُنْصِتُ إليها في الليل وهي تحكي القصص
لجراداتٍ من حَوْلِها
له ذاكرة حيّة: رأى مرّة سيجارةً في
فم عابر بقربه
فتذكّر أنّها السّيجارة نفسُها التي
سبق أن رآها في حلم
يتذكّر أيضاً أنّ جدّته، قبل وفاتها
أوصتهُ خيراً بعلبة النّشوق
التي تعاني من الخََرَف
وبالرّياح الفقيرة
والدّجاجاتِ الثّلاث
النّاسكات

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى