رسائل الأدباء : رسالة من عز عمر إلى معالي الدكتور طه حسين باشا

12 - 02 - 1951

إلى معالي الدكتور طه حسين باشا

هذه قضية عاجلة نتقدم بها إلى معالي الوزير راجين أن تحظى لديه بالقبول

إن أبناء كلية اللغة العربية حريصون أشد الحرص على التحاقهم بالدراسات العليا بجامعة فؤاد، ولقد حفزهم إلى ذلك شغف بالعلم وكلف به. فليسمح لهم أبن الجامعة البكر أن يتقدموا إليه بهذا الرجاء. إذ ليس من سياسته أن يحرم من العلم راغب فيه وهو الذي جعل العلم حقاً للجميع كالماء والشمس والهواء. والجامعة المصرية يا معالي الباشا أسست ليلتحق بها المصريون وغيرهم كما جاء في خطاب المغفور له جلالة الملك فؤاد (أنني أبتهل إليه تعالى أن يجعل هذه الجامعة نافعة لطلاب العلم عموماً، ولشبيبتها المصرية خصوصاً، إذ أننا لم نقدم على هذا المشروع الجسيم ولم نسهر الليالي بسببه إلا لترقية هذه الشبيبة التي لا يكفيها امتيازها بالذكاء والنشاط والاجتهاد. بل نرى أن يتحتم عليها أيضاً أن تتحلى بفضيلتي الصبر والاستمرار لأنهما سر النجاح) فليس عجيباً بعد ذلك أن يتقدم أبناء كلية اللغة العربية إلى معاليك بهذه الأمنية وأنت الذي رأى أنه من الخير أن يسمح للأزهريين بالالتحاق بكلية الآداب بل نفذت هذه الفكرة فعلاً في وقت ما أفلا يجدر بنا أن نطمع في تحقيق أمنيتنا في هذه الآونة التي احتفلت فيها مصر بالعيد الفضي لجامعة فؤاد. ذلك فضل عظيم يضم إلى أفضالك التي لا تحصى.

يا معالي الباشا: نريد أن نحلق في هذه الآفاق الرحيبة. نريد أن نلتحق بالدراسات العليا في كلية الآداب ما دمنا مصريين نحمل مؤهلات عالية.

رغبة ثانية وهي شقيق الأولى وهي أن يتكرم معالي الباشا فيجعل لنا الحق في الالتحاق بمعهد اللغات الشرقية ما دمنا متساوين مع كلية دار العلوم في اللغات الشرقية.

رغبتان أكيدتان نرجو أن يتقبلهما صدر الوزير. ولن يتنافى ذلك مع ما يهمسون به من إعادة تخصصات المادة إذ أن أبناء كلية اللغة العربية يريدون أن يكون لهم الحق في الدراسات العليا في جامعة فؤاد حيث البحث المنتج وحرية التفكير والنقد على وجه الاستقلال؛ لأن ذلك هو أساس التعليم الجامعي وليس الحفظ والتصديق لكل ما يقال كما يسجل معالي السيد لطفي باشا في مقال له. فمن أراد من أبناء كلية اللغة أن يلتحق بتخصص المادة كان له ما أراد، ومن أراد أن يتوجه إلى الدراسات العليا في كلية الآداب وجد الطريق ممهداً أمامه، وأخيراً: نأمل أن يعجل معالي الباشا بتحقيق هاتين الرغبتين.

عز عمر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى