ديوان الغائبين ديوان الغائبين : مصطفى عوض الكريم - السودان - 1923 - 1962

ولد مصطفى عوض الكريم في مدينة دلقو (المديرية الشمالية)، وتوفي في الخرطوم.
عاش في السودان وبريطانيا.
تلقى تعليمه في المدارس العليا، ثم في كلية الخرطوم الجامعية (1947)، ثم بمدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن حيث نال درجة الدكتوراه (1959).
عمل معلمًا في المدارس الثانوية (1947)، وبعد عودته من لندن عمل في جامعة الخرطوم أستاذًا للأدب الأندلسي بكلية الآداب.

الإنتاج الشعري:
- ديوان: السفير - دار جامعة الخرطوم 1991.

الأعمال الأخرى:
- له عدد من المؤلفات، منها: «فن التوشيح» - «ابن صارة الأندلسي» - «المطرب لابن دحية الأندلسي» - «الموشحات والأزجال الأندلسية» - «ابن عمار الأندلسي - حياته وشعره» - «النار في الأدب العربي (مخطوط)».
يمثل الغزل والوطنيات والوقوف على مواطن الذكريات المادة الأساسية التي تتشكل منها أغراض شعره في منظومة تقترب من الرومانسية وعنايتها بالجوانب الوجدانية للذات الإنسانية، تقول عنه زينب الفاتح البدوي: «القصيدة في شعره تحمل كثيرًا من مظاهر التجديد فهي منظومة أحيانًا على شعر التفعيلة، ويُظهر هذا النظم الأحاسيس في صور تحليلية للموقف ينمو بنمائها، ويستخدم الشاعر المعجم الشعري البسيط والكلام العادي، وفي ديوانه تجديد في الشكل؛ فنجد فيه الشعر الحر والشعر المرسل وشعر التفعيلة، وتجديدٌ في المضمون؛ نلمس في شعره الاتجاهات القومية والكلاسيكية الجديدة والرمزية والشعر السياسي والاجتماعي. قصيدته عن «الحبيبة السوداء» دفاع عن الجمال الأسود بأسانيد الطبيعة والأميال، كما ينعكس تكوينه الثقافي في عدد من قصائده، منها «ليلة المعبد» ذات الطابع التصويري المشهدي.

مصادر الدراسة:
1 - زينب الفاتح البدوي: التجديد في الشعر السوداني المعاصر - جامعة الخرطوم 1985.
2 - عون الشريف قاسم: موسوعة القبائل والأنساب في السودان - مطبعة آفروقواف - الخرطوم 1996.

دموع الهيكل

هبطَتْ علينا من عـلٍ مـن رحـمة الله العـلـي
إشعـاعةٌ تهدي الرِّكَاب إلى الطريـق الأمـثلِ
ومشـت عـلى تـربٍ زكـيٍّ بـالـدمـاء مبـــلّل
أرض الـمعـاد تـردّ عـنهـا سطـوة الـمتطفل
مـن كل ذنـبٍ للـيـهـود مـن النفـاق مسـربَل
دخلوا وقد نام الحمـاة بـهـا بـلـيلٍ ألـيل
واستـمطروا عطف الـبـلاد بذلّه الـمتــوسّل
وقفوا هنـالك شـاخـصِيْن لهـا بعـيـنَيْ أحـول
عينٌ إلى الـديـنـار والأخرى لـحدِّ الـمـنصَل
حتى إذا شبعـوا أرادوا الـبطش بـالـمتفضِّل
واستـنكروا حقّ الـحـيـاة بـهـا لشعبٍ أعزل
يا عمرو قـد عـرفـوا جـدودك تحت ظلّ القسطل
فاقرعْ بحدِّ السيف أبـواب العـلا الـمستقبـل
بـمـراس جـبّاريـن وارجع للـمكـــان الأول
يا عمـرو إحدى الـحسنـيـيـن لفـاتكٍ مستبسل
والله يصْدق عبـده وعـد الكتـاب الـمــنزل
يا عمرو قد قال الـيـهـود مقـالةً للـمـرسل
اذهـب وربّك قـاتلا إنّا هـنـا فــــي مَعْزل
يا عمرو ما كنا عـلـيـهـم بـالعـدوّ الأسهل
وقَفوا يطيلون التبـاكـي عـند بـاب الهـيكل
الـحكـم للصـمْصـام لا للـمدْمع الـمستـرسل
طلبوا القِرى فاجعل قِراهم من نقـيع الـحنظل
دعْهم يرَوا بطش النسور لدى جنان الـبـلـبـل
أو يسمعوا صوت الهـزار عـلى وكـون الأجـدل
الأرض أرض العُرْب لا أرضَ اللئام الطهِّر
ربـوع القـدس مـن أردانهـم والـمـجـدل
وازحفْ إلى اللـدّ الـحـبـيب وغزةٍ والكرمـل
وارفع لواء العرب فيهـا ظاهـرًا للـمـجتلـي

***

الغرام الأخضر

طفلةٌ لا تعرف الوجد ولا = مسّها في الحبّ سهدٌ أو ألمْ
تحسبُ الحبّ حديثًا عابرًا = نسجوه من أساطير القِدَم
خلقوها من حنانٍ ورضا = وصفاء، وبهاء، وكرم
فتنةٌ للناس منهم من قضى = بهواها وقليل من سَلِم
من يكن يجهلُ ما معنى الهوى = علّمته مقلتاها فعلم
طافتِ الآمال في غُ رّتها = كالعذارى طفْن من حول الصنم
وجهها في ظلّ شَعرٍ فاحمٍ = مثلُ نور توجوه بالظّلم
لحظها الناعس ينبوع الهوى = يُطرب القلب ويشفي من سقم
صوتها الحالم قيثار الهوى = يطرب النفس ويغتال السأم
نحرُها المصقول مرآة ترى = فوقَه العينُ شعاعًا يبتسم
أنا أهواها وأرجو وصلها = وغرامي في فؤادي مكتتم
ليتنا عشنا معًا في لذة = أبدَ الدهر ومن يأبى رَغِم!

***

الحبيبة السوداء

أنت كالليل في السواد ولكن = انت كالصبح في بياض الضمير
اى عار على السواد وفيه = كل ما فيه من دواعى السرور
كتبب الله بالسواد على الشعر = وفى الخال والمى والتغور
وسواد العيون احلى وإلا = اي حسن لدى العيون الحور
وجميل شذى العطور ولكن = اى عطر كنفحة الكافور
وكذا الليل عاصم لمحب = يطلب الحب من أذاة الغيور
يكتسى حندس الظلام ويخشى = طلعة الفجر وانتشار النور


مصطفى عوض الكريم.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى