عبدالقادروساط - من حديث الصدور

أخبرَنا عدي بن يحيى، قال: حدثنا أبو الحسن بن عبدالله بن سعيد، قال: كنا يوماً في مجلس الطاغية، وفينا ابن سليمان القاضي والحارث بن مالك العطوي ومحمد بن الوليد والهيثم بن عياش العامري وآخرون، فسمعتُ ابنَ سليمان يقول:
- إذا كعبَ ثديُ الفتاة - أي ظهَر ولم يَستدرْ بعد - فهي كاعب والجمع كواعب. ومن ذلك قول أبي الطيب المتنبي:
( أعيدُوا صباحي فَهْو عند الكواعِبِ = و رُدّوا رُقادي فهْو لَحْظُ الحبائبِ )
وقول المنخل اليشكري:
( ولقد دخَلْتُ على الفتاةِ = الخدْرَ في اليوم المَطِيرِ
الكاعبِ الحسناءِ تَرْفلُ = في الدّمَقْس وفي الحَريرِ)
فإذا فَلَكَ الثدي، أي استدار، فالمرأة فالك أو مُفْلِك. أما إذا علا وأشرف فهي ناهِد.
قال الحارث بن مالك العطوي:
- وقد قيل لإبراهيم النظّام: " أيّ مقادير الثدي أحْمَدُ ؟ "، فقال: " وجدتُ الناسَ يختلفون في الشهوات. والله تعالى قال في وصف الحور العين ( كَواعبَ أترابا) ولم يقل فوالك ولا نواهد."
قال محمد بن الوليد:
- والممسوحة هي التي لم يبْدُ من صدرها شيء. و قدقال المجنون:
( و عُلِّقْتُ ليلى و هْي غرٌّ صغيرةٌ = و لم يَبْدُ للأتراب من ثديها حجْمُ)
أما الجَدّاء فهي الصغيرة الثديين. وأما الفَتْخاء فهي التي ارتفع ثدياها نحو صدرها. والوطْباء هي العظيمة الثديين. والطُّرطُبّة هي من كان في ثدييها طول مع ذبول. ومن ذلك قول المتنبي يهجو ضبّة:
( ما أنْصف القوم ضبّهْ = و أمّهُ الطُّرطُبّهْ)
قال الحارث:
- وقد بيّن علي بنُ الجهم القدر المطلوب من حجم الثدي حين قال:
( يَمْلأ الكفَّ و لا يفْضُلُها = وإذا أثْنَيْتَهُ لا ينْثَني)
وأما المرار بن منقذ فقال:
( صَلْتَةُ الخدّ طويلٌ جِيدُها = ضخمةُ الثدي و لمّا يَنْكسرْ) .
قال ابنُ سليمان:
- وأجمل شعر في وصف الثدي قول عمرو بن كلثوم:
(و ثَدْياً مثل حُقّ العاج رخْصاً = حَصاناً منْ أكُفّ اللامسينا )
وقد أخذه كثيرون، منهم ابن الرومي في قوله:
( صدورٌ فوقهنّ حقاقُ عاجٍ = و درٌّ زانَهُ حُسْنُ اتِّساقِ )
قال ابن سليمان:
- ومن جميل الشعر كذلك في ذكْر الصدور قول مسلم بن الوليد:
( فغَطّتْ بأيْديها ثمارَ صدورها = كأيدي الأسارى أثقَلَتْها الجوامع ).
قال الحارث:
- وأجمل منه قول ديك الجن:
( ظللْتُ بها أجْني ثمارَ نُحُورها = فتُوسعُني سبّاً و أوسعُها صَبْرا)
وأجمل منهما معا قول ابن المعتز:
( لا و رمّان النهودِ = فوق أغصان القدودِ)
وكان الليل قد آذن بانبلاج فانصرفنا ولما نشف الغليل بعد من حديثنا عن النهود والصدور.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى