صفاء عبد المنعم - واحد حرية وصلحه

كانت تعتقد أنها تمتلك العالم , طالما معها كتابا فى شنطتها وورقة وقلما , أخذت تتجول فى شوارع الزمالك وهى تشرب من علبة الكانز , مستمتعة ببرودة المشروب وسعيدة بحرية التجول فى الشوارع بشكل منفرد ووحيد , وهى تردد بعض الأغانى داخلها وتصفر بعض الصفارات الضعبفة و وتشاهد فترينات العرض والمعروضات الفخمة من أحدث الموديلات العالمية والألوان المبهجة والمميوة والتى لا تجد مثلها الا فى محلات الزمالك , حتى الفاكهة الطازجة معروضة بشكل مغرى وجميل , قررت أن تشترى ( كيلو كيوى وكيلو عنب أسود وكيلو كريز أحمر ) الذى لا تجده الا هنا وزيادة فى التطفل والأبهة قررت أن تسأل عن سعر تايير بديع لونه روز به أناقة بالغة . دفعت باب المحل المكيف فقابلها الهواء باردا ومنعشا بعثر بعض الشعيرات الصبوغة حديثا , نزلت بعض الدرجات الرخامية البيضاء , وأخذت تتجول بعينيها باحثة عن فتاة المحل . أتت اليها بنت جميلة وسألتها : أيوا يامدام , أأمرينى .
ترددت قليلا ثم قالت : عايزه أعرف ثمن التايير الروز لو سمحتى .
ذهبت الفتاة فى صمت وأحضرت التايير فى يدها وقالت : أتفضلى .
أخذت تقلبه أمامها وهى تتأمل جماله وطريقة تنسيق الألوان حتى البادى التركواز معه جعله بديعا , رائعا , ثم سألت الفتاة : بكام ؟
بعد تردد قليل قالت لها : 800 جنيه وعندنا تخفيض 15% .
أخذت تجمع المبلغ الذى فى شنطتها , فوجدته لا يكفى ثمن البادى , وضعت التايير على الشماعة فى أدب مفرط , وهى تعتزر للفتاة بذوق رفيع : آه ممكن أتجول فى المحل ؟
تركتها البنت وهى تقول لها : براحتك المحل تحت أمرك .
ثم ذهبت ووقفت بعيدا وهى تتأملها .
مجرد أن رأت السلم صعدت الدرجات فى سرعة وخفة وهى تشعر بالغبن , وعندما أصطدمت بهواء الجو الساخن أفاقت من غيبوبتها ومرضها الشرائى , وأخذت تشرب من علبة الكانز فى سرعة ونهم وهى تردد بعض الأغانى الجديدة وتصفر بعض الصفارات بصوت مرتفع .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى