أحماد بوتالوحت - الأوحال و الأقبية.. الترجمة من العربية إلى الكردية مع التقديم: ابراهيم محمود

يبقى الوطن هو البيت الأول لساكنه أو المنتمي إليه، إنما أحياناً يضغط عليه، فيصبح قبره،تابوته الذي يضيق به باضطراد، موته البطيء والآلم، رعب وجوده أو كينونته، بؤسه ويأسه في حالات أخرى، تبرمه بالحياة، خروجه إلى العلن بقولة " لا " لوطن يقتَل فيه اسمه، مسماه في وضح النهار، لتتحول الكلمة إلى حالة تشهير به والقيمين عليه، إلى تنديد بالجاري فيه، وحالة تبرئة منه علانية، حيث لا يعود من إمكانية للإقامة فيه وهو بمثل هذا الرعب الفرنكشتايني وعلى أرض الواقع، وعنوان قصيدة الأمازيغي المغربي أحمد بوتالوحت تترجم وجعها، حنقها، ألفباء الخواء المحيط به، الموت الذي يُرى أنّى ألتفت، والصور تعزّز هذه النزعة القياماتية المضادة من لدن الشاعر لا يخفي جانباً من حس البودليرية، ورمادية إليوت، لكنه معيش واقعه الذي يتحسسه، ويتنفسه، كما أنه يتلبسه، وما حالة " التشبيهات " الفارقة في بنية نصه، إلا تأكيد وجع على آخر " كاف التشبيه "، وهو حرف وصل وليس فصلاً. القصيدة قصيرة لكنها انفجارية ومضغوطة من الداخل، وهي محمولة بليلها وويلها !
رأيت في وجوب ترجمة هذا النص الجميل برعبه ونخره والمنشور في موقع " الأنطولوجيا " إلى الكردية ما يفيد، حيث يرِدُ النص المترجِم، يليه المترجم حباً بالمقارنة لمن يريد .


Ehmad Bûtalohet: Herî û qebo- werger ji erebeî bu kurdî û pêşgotin:
Brahîm Mehmûd


Hîç rojekê ne bextewer bûm bi te re welatê min
Tengijîtî tayina min ya tek bû bin asîmanê te,
Û helbestên min ku di heman rûbarê xurt de melevaniyê dikin,
Li ser dengê sipî û mêş û sêncan dixwînim,
Û di cihên tingan de.
Ez di te de ji dayikbûme herî girtî wek rexrêyan,
Di qebwên hemî êş wek qulên dirindan,
Û li ber deriyên zivistan ê kul di te de mezin dibin.
Û ji nivîsiya min re mijank çêdibin,
Ma ez ji çerxa tofanê, li nig kulan hevpeyman girêdidim,
Ew pêwendiya min bi kulê re kevn e, wek hêlanên zaroktiyê,
Wek pêwendiyê min bi pêlav û kamûsan re,
Bi baran ş qutikan re,
Di şeran de ,bi pişkokên qemîsê min re, difirin,
Ev kul dûrêz dibin li ser milê min wek pelên sebarê,
Û li ber deriyên zivistanê,
Wek guliyên biçûkan


أحماد بوتالوحت - الأوحال و الأقبية


لَمْ أكُنْ فِي يَوْمٍ مَا ، مَحْظُوظاً فِيكَ يَا وَطَنِي ،
فَالضَّجَرُ وَجْبَتِي الوَحِيدَةَ تَحْتَ سَمَائِكْ ،
وَقَصَائِدِي الّتِي تَسْبَحُ فِي نَفْسِ النَّهْرِ الهَادِرْ ،
أقْرَؤُهَا علَى مَسَامِعِ الْقَمْلِ والذُّبَابِ وَالأَسْوَارْ ،
وَفِي مَطَارِحِ الْأَزْبَالْ .
وُلِدْتُ ، فِيكَ ، مُوحِلاً كَالَأَرْصِفَةْ ،
فِي أَقْبِيَةٍ مَوْبُوءَةٍ كَالأَوْجَارْ،
وَعَلَى أَبْوَابِ الشِّتَاءْ تكْبُرُ ، فِيكَ ، أَحْزَانِي .
وتنْمُو لِكَئَابَتِي اجْفَانْ ،
فَأَنَا مُنْذُ عَصْرِ الطُّوفانْ ، أَعْقِدُ أحْلَافاً مَعَ الأحْزَان ْ ،
فَعلَاقِتِي بِالحُزْنِ قدِيمَةٌ ، كَأَرَاجِيحِ الطُّفُولَةْ ،
كَعَلَاقَتِي بِالْأَحْذِيَةِ وَالكَوَابِيسْ ،
بِالمَطَرِ وَ المَعَاطِفْ ،
بِأَزْرَارِ قَمِيصِي ، تَتَطَايَرُ فِي الْمَعَارِكْ ،
فالْأحْزَانُ تَسْتَرسِلُ عَلَى كتِفِي كَأَوْرَاقِ الصُّبّارْ ،
وَعَلَى أَبْوَابِ الشِّتَاءْ ،
كَجَدَائِلِ الصِّغَارْ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى