عادل بلغيث - هنـــــا…

هنا اللاكلام……… هنا الحب متهم بالفناء…… سماء يسمونها “بِركة النجم”…… أرض يسمونها ” أسفل الغيم”…. هنا: للتجرّد من أمكنة….. هنا : لانهمارين ضوءا وظلا بلا أزمنة … هنا للغياب…. هنا للدفاع عن الداخلي من الداخلي…… هنا للتوغل في الذات بالعشب لا بالرمال…… هنا : للتلال الوشيكة ماءً…. هنا : للمياه التي حين نشربها نننصهر،… هنا : لاكتمال الحروف على قمر ينكسر ،…. هنا : واصفا هيكلي ، عاطفا هيكلي ، على من يسير من الكائن الحيّ في الكاهن الميّتِ … هنا : ضلع بيت من الموت يولد……. هنا خزف ليس يحمل اسم المكان ، ولا شكل أزهاره الممكنة ، ……. هنا: شفتان لطيْف من الريح أو للغريب الذي لا يجيد الهبوب ،… هنا : شجر،.. من حُطام النسيم ، على الأرض تنسجه النّسوة الأمنيات ،.. هنا “حجر -نبضة “في المعان……..
**
هنا : كوة لا تبايع ضوءً على موتها……. هنا: هوّة من علوّ البعيد هناك ،…. هنا : لا أراكِ ، سوى نخلةً للولاداتِ ، لا مريماً لل هناك ، هنا : خيبتي في اشتعالكِ ، من قبس في النّدى ، هنا : غربتي في حضوركٍ كاملة ، وانتهائي بميلاد عينيك بين الرواة…..، هنا : ساحلي داخلي ، ولا بحر في الذات غير موانئه الشاردة…، هنا : بائد في التحلل إثر الكلام ، هنا عائد عند نوم الرخام ،… هنا : كبوة الغيم ، كي يرتوي الطين ، هنا : عثرة في رحيل الذي سوف لن يكتمل ، هنا :أحتمل ، ليس غير احتمال ، يسوقه ابن الوجود لوالده المنتهى ،…. هنا العيش والموت قرب السؤال
**
هنا : زاحفا مثل نبع سأبقى ، ولا واقفا مثل بئر على عمقه المٌنتقى .. كمنتصر في امتلاء ومنتصر في خواء ،……… هنا : جاثيا ملء قلبي على صخرة للسماء سأنزل رأسي ليرفعه المستحيل ….. وأرفعني حين ينزل عرش الصباح بلا ملك، ويبقى بلا ملك عرش هذا الخيال……
**
هنا : أعشق الشمس خارج فكرة بلقيس عن نفسها…، وعن شمسها … هنا عطشي صرحُها كيما يعرّفَ ماءً بآخر في ذاتها ،…. فتكشف عن ساقها حتّى لتوقدُ في البحر أنوارها
هنا : كل شيء عداها ،،، ليولد من وحيها غارُها ،……..
هنا : سرّها ، سرّ أسوارها زهرة ليس غير الظلام يفتّحها ،.. آية للولادة من رحمٍ غيرها
**
هنا : قصتي بين غيم السماء وغيب السماء ،.. وحيد بأكثر من أحد ، وليدٌ بأكثر من ولد ، إيابي ذهاب لبعضي ، وقلبي يجيب الصباح ويسأله في اعتدال
هل ترى وحدتي :كل هذا الكثير الذي سوف يبقى؟ ، ترى بانتظار العديدين ، أخلد ،.. غياب يقدّسني لو كتبتُ : انتظر حتّى تخلد،،/ولكنني حين أصبح قدسا سأصمت
هنا : لست أنشد ، بل أهتدي للحروف التي سوف تكبر يوما لأنشد ،…. هنا : لست أدخل للنفس ، بل أقتفيها ،.. ومن أثر قد يكون الكمال


—————————
* عادل بلغيث ( كاتب من الجزائر )

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى