إبراهيم جوهر - عنفوان فؤاد وضعتني في فم العاصفة

سيدي الفاضل ابراهيم جوهر

يبدو أن المسألة عكسية تماماً لأنه أنت من وضعني في فم العاصفة إلا أنها أثارت غبار الصمت أكثر فأكثر...
أقف خلف الأسطر وأغبطني على كذا مكاشفة نصية ونفسية. أمسك بالكلمات وأهزها حينا وأستدرجها أحايين كثيرة بلا جدوى... ثم أعيد المسح على رؤوسها لتطمئن إلي، لأقطف من فمها سرك، أكيد عند كتابتك لها همست ببعضك وتركت ما يشير إليك.
تحدّيت عبثي وكسلي فكان "غودو" لكن لم أعرف أنه سيفضح بعضي ليأتي أحدهم في يوم ما ويشير إلي بأصابعه -غودو- المأكولة. يبدو أنه احتفظ ببعضها كأصابع احتياطية لتخرج من درج الحاجة وتسلمه اياه طولها، مراوغاتها، ومشاكساتها... ليستعين بها من أجل كتابة مماثلة وهذا بحد ذاته انقلاب محسوب على الكاتب كونه أعطى بعض أسلحته أو مهد لبعض الضوء ليخترق عزلته المشيدة.

أحييكَ بكل اللغات وأرفع لك القبعة عاليا من "شيليا" الجزائر ملوحة لك لتراني من أعلى "جبل المكبر" السواحرة في القدس الحبيبة.

واسمح لي بالاشارة إلى آخر ما استنتجته كون؛
(الجيل الجديد الغاضب لن تثنيه أُطُر اللغة ولا حواجز الواقع وسيواصل "عنفوانه" بطريقته وكأنه يقول لنا:
هاكم اقرؤوا غضبي وحياتي، وراجعوا أنفسكم وانظروا في مراياكم)

نود أن نصل إلى مقام الثورات النفسية والأدبية التي كانت في عهد ما قد أحدثت فارقا وتغييرا على الصعيد اﻷدبي واﻹنساني، وهذا ما نسعى إليه اليوم
لتحقيق غاية ما أو حتى التعبير عنا وعن ما يمثلنا، أما عن نفسي فسأقوم بكسر ما تبقى من المرايا وأدعو الآخر ليرى نفسه.

تحياتي الزكيات.

عنفوان قؤاد
  • Like
التفاعلات: الحسن العابدي
أعلى