من محمد علي الرباوي الى احمد بوزفور

أخي سي احمد بوزفور.
أشكر لك ما كتبتَ فقد أنرتَ. كنتُ فعلا أستغرب وأنا أقرأ معاني القرآن للفراء أستغرب أن يكون هذا العالم من تلاميذ العالم يونس بن حبيب البصري . صحيح أن البصرة بصرتان وأن يونس من إحدى البصرتين. أما البصرة الموجودة بالمغرب فبعيد نحوها عن النحو. أخي أحمد هل مرت بك أطروحة الدكتور المرحوم محمد خير الحلواني؟ كنت قرأتها من زمان وما فهمته منها - إن صح فهمي - أن لهذا الباحث رأيا مخالفا للسائد حول المدرستين أثبت أن المدرستين ليستا متباينتين كما نتصور وأكد تداخل الآراء بين علماء البصرة والكوفة ولعل رأيه هذا قد أكده رأيك وأكده وجود علماء من الكوفة تتلمذوا على علماء من البصرة وربما يوجد من البصريين من تتلمذ على الكوفيين. آمل أن أعود إلى كتاب الحلواني لأعيد قراءته.

***

أخي سي احمد. حين التحقتُ بالجامعة أستاذا لاحظت عند توزيع المواد أن أساتذة اللسانيات يرفضون تدريس مادتي النحو والصرف. ويتولى تدريسها أساتذة الأدب. هذا من غريب ما شاهدت وعايشت. أذكر أنه أُسند لي تدريس مادتي النحو والصرف، وترك لي رئيس الشعبة حرية اختيار المباحث الصرفية. فكرت أن أختار أسهل الأبواب. فتحت كتاب الصرف ونظرت في الفهرس فاتضح لي أن الإعلال والإبدال هو الباب الأسهل. كم كنتُ جاهلا! كنت أقف عند كل درس أسبوعا كاملا للتهيئ. وكنت أضع على نفسي تمارين فأجتهد لكي أحلها. ولكن مع ذلك كنت أجد متعة.

***

أخي سي احمد حين كنتُ طالبا في قسم الليسانس. اخترت ُصلاح عبد الصبور ليكون شعره موضوعا للبحث. لكن الصديق والأستاذ حسن الأمراني اقترح علي أن أشتغل في اللغة، فاقترح علي أستاذ النحو واللغويات "عباس حسن بين النظرية والتطبق" ولك أن لهذا الباحث كتابا صغير الحجم عظيم القيمة في النحو وله النحو الوافي في التطبيق، وعملي كان يدور بين الكتابين. هذا البحث هو من عرفني بالبصرة والكوفة، ومن خلاله أحببت النحو الكوفي. واستفدت من هذا عند تحليل النصوص الشعرية.
أشكرك أخي أحمد أن كان ما كتبته بهذا الجدار مناسبة لبسط هذه الذكريات



1.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى