محمد علي الرباوي - رسالة إلى يونس بن حبيب

الشيخ الجليل يونس بن حبيب المحترم.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد

فقد قرأتُ رسالتك، وسرني أنك تطلب النجدة مني. أعترف يا صديقي العزيز، وأنت كنتَ تسكن بجوار بيتي، أنك من جهابذة اللغة، كان لك أَقْيِسَةٌ تَفَرَّدْتَ بها. ويكفيك فخرا أن أخذ عنك سيبويهِ، والكسائي، والفراء. وهؤلاء صار لهم في زمانك، وبعد زمانك شأنٌ كبير. أعترف أن من كتبك "معاني القرآن"، لكني لم أطلع عليه. ولكن معاني القرآن للفراء الذي اتخذ له بيتا بجوار المسرح البلدي بالبيضاء، أخذ بلبي، وأُعجبتُ لنحويٍّ كوفي كيف صار النحوُ وسيلةً جميلة بين يديه يقف بها عند معاني القرآن. نجح الفراءُ في جعلي أعشق النحو الكوفي، ولعلَّ الشعراء ميالون إلى نحو يتسم بالمرونة. نَحْوُكُمْ يا أخي يونس نحوٌ عقليُّ، ونحوُ أصحاب الفراء نحوٌ شعري، وطبيعي أن أنحاز للشعر. لكن الجميل أن هذا الفراءَ بِنَحْوِهِ الكوفي تخرج على يديك؛ ولهذا أَحْتَرِمُك، وسأدعو بوزفور ألاَّ ينسبك إلى البصرة، فالبصرة في المغرب لها حمولات خاصة....


1.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى