عبد القادر وساط - طاغية نجدان يخطب في الأعراب

حدثنا أبو رزمة الفزاري، عن شيبان بن سعد ، عن قصير بن الأجنب، قال:
مرَّ طاغية نجدان بإحدى البوادي، فجُمع له هناك خلق كثير من الأعراب كي يخطب فيهم - وكان واجداً عليهم - فوقف وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
يا معشر الأعراب،
اعلموا أن الله قد سلطني عليكم و حكّمَني في رقابكم لأنني أبْصَرُ من زرقاء اليمامة، وأبلغُ من قُسّ بن ساعدة، وأعَزُّ من الكبريت الأحمر، وأصْبَرُ من عَيْر أبي سيارة، وأسْمعُ من دُلْدُل، وأصلبُ من الحديد، وأشهرُ من الأبلق، وأسرعُ من الخذروف، وأوْقَلُ من الوعل، وأشدُّ من الأسَد، وأجْرأ من السيل تحت الليل، وأشجعُ منْ ليث عِفِرّين، وأنْفَذُ من السنان، وأرقُّ من حد السيف، وأبْيَنُ من قرن الشمس، وأسْمحُ من لافظة، وأهْدى من القطا، وأحْذرُ من الغراب، وأحلى من الأرْي، وأعذبُ من ماء البارق، وأنشَطُ من ظبيٍ مُقْمر، وأضبطُ من النملة، وأنقى من مرآة الغريبة.
فكيف بالله تجترئون عليّ، أيها الأجلاف، وما فيكم إلا أعيا من باقل، وأقبحُ من يوم الفراق، وأذَلُّ من حمار قَبّان، وأكفرُ من ناشرة، وأعطشُ من ثُعالة، وأعْجلُ من نكاح أمّ خارجة، وآكَلُ من السّوسة، وأشْربُ من الهيم، وأقصر من يوم السرور، وأصلفُ من الملح في الماء، وأجبنُ من الهجْرس، وأحمقُ من لاعق الماء، وأثقل من نَضَاد، وأضَلُّ من الضَبّ، وأشأم من البسوس، وأكذبُ من مسيلمة، وأزنى من القرد، وأشرد من الظليم، وأجْوعُ من كلبة حَوْمَل، وأنْتَنُ من عش الهدهد، وأفلسُ من عُريان بن شهْلة، وأنْومُ من الفهد، وألَصُّ من شِظاظ، وأعدى من الجرب، وأمرُّ من الدفلى، وأجهل من الفراشة، وأحقد من الجَمل، وأهْونُ من قُعَيْس على عمَّته.
قال قصير بن الأجنب:
فلما انتهى طاغية نجدان، وغادر موكبُه المكان، تفرق الأعرابُ وما فيهم إلا من يرغب في حفظ تلك الخطبة وفهم معانيها والإلمام بغريبها.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى