الجنس في الثقافة العربية سعدي عباس العبد - جراح النساء.. وشم على جسد المرأة

* ..... مفهوم الشرف يتفاوت . في التصورات والسلوك .. يتباين ويتقاطع بين المجتمعات .. وحتى لدى الافراد .. فالجماعات المنتمية للهوية العربية .. المتحدرة من سلالة عريقة في وأد النساء وتأصيل عمليات الذبح .. ذبح النساء على الشبّهة والبيّنة والظن على حد سواء ..
هذه الجماعات الشرف لديها مقترن بالجنس والاغتصاب في في اتصال مطلق لا فكاك منه.. فغشاء البكارة بمثابة ارض حرام في المفهوم العسكري وخط احمر وتابو .. تشهر السيوف من اغمادها الصحراوية .. لا من اجل الضحية المغتصبة قسرا .. او ثأرا لانتهاك الجسدي الذي تعرّضت له .. بل لاجل الأعلى من قيمة واهمية وتعزيز مفهوم وقيمة الشرف الجنسي .. الجنس والشرف مفوهمان احدهما يؤدي إلى الاخرى تلقائيا .. تؤمان متطبقان في الملامح والسلوك .. يخضعان لسلطة السيف والكلمة .. الكلمة ايضا شرف .. شرف القسم .. الذي يصب في المحصّلة النهائية في مجرى الجنس .. حتى بات العضو الجنسي للنساء بمثابة المقدس في الطقوس الكهنوتية .. لا يجب الاقتراب من حدودها او المس بها , والا عدّ ذلك انتهاكا , تراق من اجله الدماء .. العضو الانثوي لاسيما العضو البكر , اقرب ما يكون الى القلعة التي اذا ما اخترقت حصونها , انتهك سبيا وذبحا من كانوا يتمترسون بكنفها .. حسب ما مطبوع في ذهنية العربي غير الشريف في اغلب حقول الحياة المتعلقة بشرعية اغتصاب المال العام والخاص وشرعية النهب والسلب والكذب والنميمة والخديعة ومصادرة حرية المختلف او المغاير واقصاء وتهميش المغاير عرقيا وطائفيا وشرعية التميّيز العنصري والعرقي والقبلي .. كلّ ذلك في مفهوم العربي غير الشريف واقصد بذلك من يختزل الشرف في مفهوم الجنس وعمليات الاغتصاب فحسب .. وماعدا ذلك لا يمت للشرف بادنى وشيجة , بالطبع حسب رؤيته .. فكلّ شيء!! مستباح او مباح في عرفهِ وتقاليده وقوانينه التي سنّتها كهوف الخرافات ورمال صحراء العصبية .. كلّ شيء يجوز وقابل للحوار ومباح عدا اختراق عضو الانثى في العلن .. ذلك العضو او المعبد الذي تجري في فضائه الصلاة والدماء والشعائر المشبوهة ... يجوز ويحلّ اغتصاب كل شيء , عدا ذلك العضو المقدس ...
في الوجه الآخر من المعادلة العويصة .. نجد الهولاء ممن يحرصون على شرف النساء , نجدهم اوّل المنتهكين لعذرية النساء .. همّ اوّل من يفتح جرحا في الجسد الضحية .. وغالبا ما تكون تلك الجراح من النوع الذي لا يلتئم روحيا ونفسيا .. جراح تظل تحفر عميقا في روح المرأة المغتصبة بذرائع كهنوتية واهية لا يعتد بها .. وكثيرا ما يوظفون تعاليم الدين تلفيقا واختلاقا وبهتانا كغطاء مشرعن لتمرير نزواتهم وشبقهم الذي فاق غرائز الحيوان طاقة وتهافتا ولهفة وانحطاطا ... همّ اوّل المنتحرين ... لا لاشيء الا من اجل الاستحواذ وحيازة فروج الحور العين .. يضحي باثمن ما وهبه الله .. الروح
يموت ليس دفاعا عن قيم السماء وليس من اجل عزة الاسلام ولا في سبيل الله .. ولا في سبيل نصرة المستضعفين في الارض .. يموت من اجل ان يتمتع بفروج الحور العين .. والفاجعة الكبرى يبغي الفروج او الحور العين المزعومة ,, على حساب ارواح من انتحر وسطهم .. حتى في تلك الواقعة , واقعة الانتحار , يختلط الدم بالجنس بالخرافة بالمخيّلة المعطوبة او المخترقة .. المخترقة من لدن الوعي المضاد او الفكر الديني المختلق او المأوّل على وفق رغبات الكهنوت الشبق المستغرق في احلام مضاجعة الحور العين والتي هي ضربا من الخيال اقرب ماتكون للخرافة في مرويات التاريخ المتخيّل ..
وفي احد ملامح وجوه الاغتصاب المشرعن على وفق النصوص الدينية المبتورة والمأولة طبقا لنزوات ورغبات الزناة .. اغتصاب او حيازة اربع نساء او جواري طبقا لمفهوم العصور السالفة او عصر الجواري الاشد انحطاطا وضحالة ... فضلا عما يجري في الخفاء بالنسبة للدعاة الكهنوتين ممن ينتصرون لزواج المتعة او البغاء والدعارة المشرعنة ... زواج المتعة في وجهه الآخر القاتم .. شرعنة واضحة الملامح لإشاعة البغاء .. وهذا الامر ينسحب ايضا على الزيجات التي تحدث في الخفاء او ما يسمى بزواج المسيار أو تحت مسميات وعناوين اخرى , تشترك جميعها في شرعنة البغاء والغاء حقوق المرأة في التمتع بحق الامومة والبيت الذي تسوده الألفة والطمأنينة خالي من الغريم التاريخي او الضره.. الخصم اللدود لاستقرار بيت الزوجية والشيطان بهيئة امرأة لتفكيك الاسرة......
  • Like
التفاعلات: الحسن العابدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى