رسائل الأدباء : رسالة من الدكتور عبد الجبار العلمي إلى السيد رئيس جمعية تطاوين أسمير الأستاذ عبد السلام الشعشوع

المحمدية / الخميس 28 أبريل 2010

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى السيد المكرم رئيس جمعية تطاوين أسمير الأستاذ عبد السلام الشعشوع
وإلى كل أعضاء الجمعية

أبعث إليكم تحياتي الحارة ، وشكري العميق ، وامتناني الصادق ، على الدعوة التي تكرمت بها جمعيتكم للمشاركة في القراءة التي اعتزمت تنظيمها لكتابي " لعبة الخيال والواقع في الرواية العربية " . ويجدر بي أن أذكر هنا بكل اعتزاز أن مبادرتكم الكريمة في استضافتي للاحتفاء بالكتاب ، هي أول مبادرة شرفت بها من لدن جمعيتكم الزاهرة.
ولا أخفي عليكم مدى تأثري وسعادتي وأنا أتلقى المكالمة الهاتفية التي تحمل دعوتكم الكريمة بصوت الأستاذ الجليل عبد السلام الشعشوع . نفس الصوت الهادئ الرزين ذي النكهة الشمالية التي لا تخطئها الأذن. ذلك الصوت الذي كان يضمخ كل صباحاتي عبر الأثير من خلال البرنامج الإذاعي الممتع المفيد حول الأرصاد الجوية. لقد كنت أنصت إليه كل صباح بكل اهتمام وإعجاب. وفي تقديري أن ذلك البرنامج الإذاعي القصير المدة ، كان غنياً بالمعلومات العلمية الدقيقة ، يقدمها صاحبه بأسلوب سهل مبسط ، يدخل في إطار السهل الممتنع ، يمكن أن يفهمه كل المتلقين من المستمعين.
الحق أقول إن تلك المكالمة أثلجت صدري ، وبعثت في نفسي السعادة في زمن نفتقد فيه إلى لحظة من البهجة والفرح ، بسبب ما يعم الإنسان والإنسانية من خراب على المستويين المادي والروحي. لقد كانت سعادتي غامرة حقاً ، خاصة وأن الدعوة موجهة من لدن " جمعية تطاوين أسمير" التي أعتبرها - بكل صدق – معلمة من معالم تطوان الثقافية. منارة من منارات العلم والمعرفة والأدب يملأ نورها الأرجاء ، ليس على المستوى المحلي فحسب ، حيث تنشر جناحيها الحمامة البيضاء بين جبلي درسة وغورغيز، بل على المستوى الوطني برمته. وليس ذلك بعزيز على أبناء وأحفاد "المعهد الحر" مركز إشعاع الوطنية الصادقة ، والثقافة الأصيلة الهادفة.
إن أصداء " جمعية تطاوبن أسمير " العريقة طبقت الآفاق ، وذلك بما تقدمه بدأب واستمرارية من أنشطة متنوعة ، أبرزها إصدارها عدداً لا يستهان به من الكتب كماً وكيفاً. بعضها كادت تطويه يد النسيان مثل كتاب " الزاوية " للعلاَّمة المتصوف التهامي الوزاني الذي يعتبر أول سيرة ذاتية في الأدب المغربي الحديث ، ومثل عمله السردي الرائد " سليل الثقلين " وغيرهما لا يتسع المقام لذكرها ، فضلاً عن نشرها لأعمال معاصرة ، آخرها ـ حسب علمي ـ كتاب "هؤلاء حاورتهم " للأستاذ البشير المسري .
وأنا إذ أبعث إليكم هذه الكلمات ، أتقدم إلى جمعيتكم الكريمة باعتذاري عن الحضور معكم ، وتشرفي بوجودي بين ظهرانيكم ، وذلك لظروف قاهرة ، وحوائل مانعة.
أرجو أن تنوب هذه الكلمات عن حضوري ، شاكراً لكم هذه الالتفاتة النبيلة التي لا تصدر إلاَّ عن أناس نبلاء خلقاً وعملاً.
ولا أنسى في ختام هذه الكلمة أن أزجي جميل الشكر لصديق الطفولة والدراسة أخي محمد البشير المسري الذي كان صلة وصل بيننا.
دمتم ـ " جمعية تطاوين أسمير " في خدمة العمل الجمعوي الثقافي المثمر المزدهر في حمامتنا البيضاء.

أخوكم : عبد الجبار العلمي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى