من عبد القادر وساط الى احمد بوزفور

وبالنسبة لقصيدة خلف الأحمر، لا أخفي إعجابي بتأنيث كلمة ( فيلق):
إذْ أتَتْنا فيلق شهباء منْ هَنّا و هَنّا
إن هذا الخروج على المتعارف عليه يسبغ جمالية خاصة على الشعر في رأيي.
ويا صديقي العزيز سي أحمد
أنا معك في أن خلف الأحمر (الواضع )يتجاوز خلف الأحمر (الأصيل ). وإني لأتساءل: كيف يبلغ المرء درجة رفيعة من الشاعرية حين ينظم قصائد على ألسنة الآخرين، فإذا هو نظم شعرا ( خاصا ) به، لم يستطع أن يسمو بالدرجة نفسها؟
وأما عن مرثية أبي نواس لخلف الأحمر، فقد أورد السيوطي في كتابه ( تحفة الأديب)، أن أبا نواس قد بدأ بالأرجوزة لكن خلف الأحمر طلب منه أن ينظم قصيدة لا أرجوزة، إن هو أراد أن يبرهن على طول باعه في الشعر، فقام عندئذ بنظم القصيدة على المنسرح. وأرى أن رواية السيوطي أقرب إلى المنطق:
يطلب خلف الأحمر من أبي نواس أن يقول شعرا في رثائه، كي يبرهن بذلك على شاعريته فينظم أبو نواس الأرجوزة - ولعله يرتجلها ارتجالا- لكن خلف الأحمر لا يقنع بالأرجوزة ويطالب بقصيدة.
ومهما يكن فإن أبا الجودي يبقى شخصية فريدة بحق في تاريخ الأدب العربي.

***

ويا سي أحمد، إذا كان البرني هو خير التمر وأجوده، فإن حديثك عن شعر خلف وتبسيطك له - تبسيط العارف المتمكن - هو البرني الذي لا يضاهى في هذا الفضاء الذي نسميه فيسبوك...

***

العجيب هو كيف نجا المفضل الضبي من بطش أبي جعفر المنصور. إذ كان قد انضم - مثل العديد من الكوفيين- إلى شيعة العلويين، فقاتل العباسيين مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن. فلما انهزم إبراهيم، اقتيد المفضل الضبي في الأغلال إلى أبي جعفر المنصور العباسي ، لكن هذا الأخير عفا عنه لكونه أحفظ الكوفيين للشعر. بل إنه جعله مؤدباً لابنه المهدي .

***

ويا صديقي سي أحمد
روى حماد الراوية فيما رواه من رائية زهير:
نار بدت لي أم سنا بدر = أم بارق كالحلم إذ يسري؟
كلا و لكني أرى عجبا : = سجن الكثيب يضيء في الفجر !


1.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى