موسى شعيب - يـا رفـيـقـي

إلى رفيقي الثائر الصامت ظافر

يا رفيقي
أيها المنسل من غيظ الشوارع
أيها المزروع في جمجمة الرفض قصيدة
أنت لم تكتب عن الثورة آلاف المقاطع
لم يطرز ثوب أفكارك تجار العقيدة
بصمات الرفض في وجهك ما زورها شارٍ وبائع
كبرياء الزمن الغاضب في عينيك فكر وشرائع
حدَّثوني، في اللقاءات الجليلة
عن أصول العمل الثوري وأشكال النضال
عرَّفوني بأساليب الجدال
وبأن النصر لا يؤتى بأعوام قليلة
وقرأت الكتب الثورية الكبرى
حكايات البطولة
ثم لمّا جمعتنا الدرب
لخَّصت الحكايات الطويلة

يا رفيقي
أيها الواقف في مفترق الموت المدمى
ناسجاً من وهج أنفاسِك رايات الخلاص
جئت مثل الحلم لما، سقطت كل المواويل قتيلة
وبدت كل الشعارات هزيلة
غير موالك، موال الرصاص

عربي وجهك الطافح بالحلم
وعيناك حكايات عذارى بدوية
عربيٌ صوت رشاشك
أنشودة حبِّ جبلية
عربي دمك النازف في قارعة الفجر
وبيروت عروس يعربية
وهوى بيروت ريفيٌّ، جنوبيٌ
وبيروت جراحاتٌ، عيونٌ تعبت من سهر الليل
وأيد خضبتها شفرة السيف
وبيروت أنا، أنت، ونحن الصانعي بيروت
لا حراسة الأرز ولا كلب فرنجي
على حضن بغيٍ أجنبية
لا وليست صفقةً سريةً في الأشرفية
لا وليست شقةً مفروشةً في الحازمية

يا رفيق الدربِ، يا زيتونة الأرض الجريحة
أيها الضاحك في قاع اللهب
تقبض النار ولا تطلق صيحة
علمتني يدك الكلمى نصيحة
ليست الثورة إهراء ذهب
إنما الثورة في كف تهب

يا رفيقي
حين تزهو في سماء الشرق شمس عربية
عندما تمتلئ العين دموعاً والشرايين حنينا
لحكايات ليالينا الفتية
اسمك الظافر وشما سيكون
أخضراً فوق الجبين
وغدا في خندق الآلام متنا أم حيينا
سوف تبقى يا رفيقي
علم النار على درب القضية

آذار 1972

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى