شوقي بغدادي - في يوم الجمعة.. شعر

في يوم الجمعة
يوم الغوطةِ
يوم عناق الأشجارْ
عربات الخيلِ
وسيارات الخدمةِ
وترامواي القصاع ودوما
في أحلى مشوار

في يوم الجمعةِ
يوم دمشقَ
وقد خرجتْ
في عرس الغوطةِ
كي تتزوج من آذارْ

او لتصلّي
لإلهٍ يعشق زهر أللوزِ
وهسهسةَ الماء الثرثارْ

?

لكنّ جدار الخوف طغا
من سبع سنين
على الزوّارْ

صدّ العشّاقَ عن المعشوقِ
وسربِ النحل
عن الأزهار

صدّوا بحواجز عسكرهم
وبمنطقِ طاغوتٍ مهذارْ

لا جمعةَ بعد ألآن
كما زعموا
لا فصل َربيعٍ
بعد اليومِ
ولا نوّارْ

لم يبقَ سوى الشجر المحروقِ
ومن دوما وحرستا
إلّا الأحجارْ

?
ُ
ماذا سأجيب اذن
في يوم حسابي
لو قيل :
لماذا صار ربيعكمُ
صيفاً ناريا
هل أنتم عبادُ النارْ ؟

ولماذا لم تصلحْ
بيديك الميزان المختلّ
ولم تصرخْ
كي تسمعك الدنيا
كلّ الدنيا
ولينفذَ صوتك
حتى أقصى نجمٍ
في الكون السيّارْ

?

يا ربّ الكونِ
احقا لم يُسمع
صوتي المبحوحِ
من التكرارْ ؟ !

في يوم الجمعة هذا صارْ ؟
ام أن الغوطةَ ما زالت
تنتظرُ الزوارْ؟!


* منقول عن
Alef

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى