عوني شبيطه - أم الرباب وحرب المجاهدين

أغاية الدين أن تفجروا في الناس أنفسكم - يا أمة بكت من جهلها الأمم
معذرة أبا الطيب المتنبي
يقال أن سبب تفجر الحرب الطاحنةِ على أرض الشام بين مجاهدي داحس واخوتهم في الغبراء ومَن حالفهم من جيوش ونسور وكتائب بقيادة القعقاع واخوته أبي نمر الليبي أبي قتادة البلجيكي وأبي بكر الشيشاني، ما هو إلا تباين في فهم أمر شرعي وقيل أنه خلاف على اقتسام الغنائم والدعائم. وهناك من جزم أنها حرب بين بندر بن سلطان وقراوضة الجزيره وقيل هذه ارادة أمريكية لغرض في نفس “جنيف” بينما جاري أبومحمود يقول: يا أخي سبب هذه الحرب معروف، الجولاني يكره البغدادي وهنا مربط الفرس، ويشدد دائما على هنا مربط الفرس، اما زميلتي الالمانيه مونيكا فبرأيها أن الحرب مسألةٌ بديهية وحتمية في مجتمع شرقي ذكوري لا ينظر للمرأة الا من تحت التنوره ولكن ما غَفِلَ عنه الاعلام ولم يذكره الفيس بوك ورَبعُهُ ولا
أبو محمود، وللامانة نعترف ان مونيكا قد لامست هدبا من اهدأب الحقيقه. والحقيقه هي أن هذه الحرب تخاض بالاساس من اجل الفوز بأكبر عدد من حوريات الجنة الموعودات. نعم ،هذه هي الحقيقة بعينها وهذا ما أكده وما رآه في منامه الاخٌ المجاهد أبو حُديبه الوهابي ليلةَ يومٍ كان مقرر له ان يفجر نفسه في مدرسة لعبت خلالها الريحُ بخمار تلميذة فبانت ارنبةُ أنفِها وبضعةُ شعراتٍ في قُذلتها، مما استَوجَب الجهاد الاعظم. ويروى أن أبا حديبة هذا قد تواصل مع اخ مجاهد كان قد فجر نفسه في روضة أطفال وعرج الى السماء واثقا أنه ستكون في استقباله ستون حوريةً من المُتَعرياتٍ المُتطيبات المُطْرَيات المُحفحفات ولكن ما إن وصلت اشلاءُه الجنة وتواصلت شلوا شلوا وَرُكِب ذَكرُه بين ساقيه وتقأبلت عيناه فوق انفه تطلع حوله فلم يبصر إلا عجوزا في ارذل العمر تدعى أم الرباب فعبس وتولى وأخذ ينادي باعلى صوته“يا حوريات الجنة أنا المجاهد الاكبر أبو الزبير الانسي منأاجل ماذا فجرت نفسي” اقتربت العجوز منه وقالت لا تجهد نفسك يا بني، من المستحيل في هذه الأيام ان تجد حورية أو حتى فخذ انثى في مثل عمري فقد سبقتك آلاف مؤلفة من المؤمنين الذين فجروا انفسهم من أجل شرع الله والخلافة والديموقراطية والحورٍ عين. وقد حاز الأوائل منهم على ستين حورية ومَن جاء بعدهم على خمسين وثم أربعين واخذ العدد يَشِحُ تدريجيا حتى وصل إلى واحدة، ولما نفذن تشارك اكثر من مجاهد بواحدة قد سئمها أو تكرم بها صاحُبها على اخوته ومنهم من بدأ ينحو الى الغلمان.

وعساك تعلم يا بني أن الحوريات لا يحبلن ولا يلدن بالرغم أنهن لا يعرفن عقارات منع الحمل واللولبيات كالواتي خبرن الدار الفانيه. ومهما زاد الله في خلقهن يبقى عددهن محدودا نسبة لأفواج المجاهدين القادمين الينا ساعةً ساعة. ولكي تفوز باحداهن عليك الانتظار والانتظار حتى يُنشئ الله منهن فوجا جديدا، وقد تفوز أو لا تفوز ولكن يا بني اذا أردت وهبتك نفسي، واللهِ شفقةً عليك وليس لقلة في الرجال، فتساءل وقد لمح في وجهها أثر جمال زائل عجبا يا امرأه، أعجوز في الجنه ! وقد وصلنا أن المرء يعود فيها شابا ! ما تقوله هو صحيح، دخولي هذه الدار كان مشروطا بألا يعود شبابي الى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، وأنا أحمد الله على كل حال. حدث ذلك يا بني لجهلي بالدين أو لأن الله سبحانه لم يشأ انذاك هدايتي فبقيت متعلقة بالحياة الدنيا وأثرتها على الاخرة إذ كنت من أهل الكار انقرُ الدفَ وأهزُ الخصرَ وأسبأ للرجال الخمرةَ وأعاشرهم إذا كانوا من الدافعين وإذا دخل أحدهم قلبي عاشرته لوجه الله . وقد أتاني ذات يوم زبون شاب ميسور كريم يصغرني بعقدين أحبني وأحببته وصار يتردد علي ويغدق علي العطاء ثم اشترط أن أكون له وحده، وافقت فزاد العطاء وعشت في بحبوحةٍ ولم أعاشر غيره الا بعد أن اختفى فجأةً ويئست من عودته . واذا به ذات ليلة يطرق بابي برفقة ثلاثة رجال على هيئته وكان قد أطال لحيته وحف شاربه وتدشدش حتى نصف ساقه لأن غير ذلك مكروه، والله أعلم، وكان منتعلا شاروخا ويحمل في يده اليمنى كيس بلاستيك به برقع وعباءة سوداء هدية لي، ثم أخبرني ان الله تاب عليه وغفر له وهداه الى السراط المستقيم ويريدني الآن له زوجاً حلالا ملالاً على سنة الله ورسوله، وكان المرافقون مأذونا وشاهدين. أتابني الله على يده فعقد علي وفتح لي بيتا على بُعد شارعين من بيت يسكنه مع زوجاته وأولادٍ له صغار. وصار يبيت عندي في الاسبوع ليلتين نقضيهما بالتعبد والصلاة وذكر الله والدعاء لنصرة المجاهدين ونتضاجع بعد صلاة الفجر. وبقينا على هذا الحال بضعة أاشهر حتى زُفَ لي خبرُ إستشهاده بعملية انتحارية فحزنت حزنا شديدا وذهبت الى أمير الجماعة وكان أحد مريدي أيام الضلال وقلت له إني اشتقت الى زوجي وأرغب بالشهادة للحاق به فقال إن تحت تصرفه عددا كبيراً من الرجال الصالحين المؤمنين الأشداء التواقين لنيل شرف الشهاده “ولكن اذا نوينا باذن الله على عملية انتحارية ورأينا الانجع أن توكل الى اخت صالحة سيختارك الله عز وجل لتنفيذها لتنالي شرف الشهادة إن شاء الله”. شكرته وقلت له حتى يأتي وعد الله سأنذر نفسي للجهاد ولخدمة المجاهدين بكل ما استطعت اليه سبيلا واقترحت جهاد النكاح لِما لي في هذا المجال من خبرة وباع طويل فقال على بركة الله وكانت الليلة الاولى من نصيبه وصرت أول مجاهدة نكاح في التاريخ ولكن توافد المجاهدات البِكر الكَواعب من كل فج عميق جعل المجاهدين كثيرا ما يعرضون عن خدماتي وبرغم عن ذلك ما زلت أفخر أن تلك الفتيات الصغيرات رضين بي أُما ومسيسة ومعلمة قدوة لهن.

ولحسن حظي أنه لم يمض وقت طويل حتى دعاني الامير الى مقره وكان هناك جماعة من المجاهدين منهمكة بفك وتركيب بعض الأسلحة وأبلغني أن الله اصطفاني لاقوم بعملية استشهاديه ستغير وجه التاريخ ثم أخرج من درج في اسفل الدولاب حزاما ناسفا وبعد أن شرح لي طريقة الاستعمال أمرني أن أشده على خصري وأن اذهب فورا وأفجر نفسي بِعُصبَةِ من النسوة اجتمعت تولول حول قبر له شاهد وأبلغني أن البكاء على الميت حرام وإن وجود شاهد منقوش عليه اسم المتوفى وآيةٌ من الذكر الحكيم هو غاية الكفر ومن عظائم الأمور التي لا تغتفر. حقيقةً يا بني لم أقتنع بالامر، فقط اصطفاء الله لي وشوقي الشديد لزوجي ألزَماني الصمتَ وقبولَ المهمه . ولكن ما أن تزنرت بالحزام الناسف انتابني خوف شديد وأخذ جسدي يرتجف ويداي ترتعشان ولا أدري ماذا جرى وكيف ضغطت على الزر وكيف تفجر الحزام وأودى بي وبالامير وبجماعة من المجاهدين وبعض الماره. ولما وصلت اجزائي السماء وتواصلت رتقاً بدون خيط وعدت كما كنت طرقت باب الجنة فردني الحراس بأمرٍ من مَلك الحساب لعدم قناعته بتوبتي وأسباب شهادتي أما زوجي فانغمس في ملذات الجنة ولم يسأل عني. فجلست على حجر امام الباب الكبير اسْتَشفِع المارة وأبكي حظي العاثر الى أن بعث الله لي بامراة طيبة حنونة تكبرني بعقود، ما زلت أدعو الله واسأل أصحاب الرتب والمقامات ممن أقابلهم عساهم يجدون حلا لمأساة هذه المسكينة وعشيرتها ولكن لا أدري لماذا لا يفعلون! ألا يقدرون؟؟ على كل حال شَفِقتْ على حالي دون أن تستحسن أفعالي وأخذتني معها وقاسمتني لقمة عيشها وخيمتها المنصوبة بين خيام لا ترى العين آخرها فوق برزخ قاحل بين جدار الجنة وجدار النار وعلمت انها كباقي أهل الخيام من أهل فلسطين ضاقت بها السبل بعد الموت كما ضاقت بها قبله وعلمتُ أن هؤلاءَ يعتاشون على فضلات يلقي لهم بها من خلف الجدار محسنون من أهل الجنة ويقيهم من البرد بعضُ حَطبٍ يحمله اليهم سكان جهنم. وكم سمعتها في الليل تبكي وتغني ديرتها التي كما قالت ليلة فيها تغنيها عن هذه الجنة وما فيها. يبدو ان صبر المجاهد قد عيل فصاح غاضبا :اختصري يا امرأة ودعينا من هؤلاء، ما لنا وما لهم كيف حدث ودخلت الجنة ؟! صرت اذهب كل يوم بعد صلاة الفجر الى الباب الكبير أستجدي الحراس وأستشفع المارة وأجلس على الحجر باكيةً حتى تأتي العجوز
الفلسطينية وتسحبني الى خيمتها. وبقيت على هذه الحال مدة لا أدري مداها ففي البرزخ كما هنا ليس للوقت من معنى.


وذات يوم بينما جالسة أنوح فوق حجري إذ برجلين يتوسطهما مَلَك الحساب مُقبلين نحوي مُشيرين علي أن أتبعهم فسرت خلف الثلاثة حتى عبرت الى هذا المقام ألآمن حيث عهدوا بي الي غلام من غلمان الجنة وغدا هذا الغلام عوني ودليلي وقد أخبري أن أحد الرجلين اسمه ابنالقارح وهو من أدباء الجنة وأن الاخر أشهر من نار على علم، يجله الناس في الدنيا والاخرة، اسمه أبو العلاء المعري ويكنى أبو البصير لانه يرى ما لا يراه الناس فقد أبصرني بقلبه قبل عينيه من خلال الجدار السميك فأشفق علي واستفسر عني عند مَلك الحساب. وما زال أبو بصير على علاقة حميمة بأهل البيت فكلم حمزة سيد الشهداء عم الرسول الأكرم بشأني وحمزة توجة بالامر الى قريبته سكينة بنت الحسين التي تشاورت مع مريم المجدلية وهي امرأة ذات شأن عند النصارى وهذه فاتحت رضوان وزفر خازني الجنة بقضيتي فوافقا على إدخالي الدار شرط ان أبقى كما انا بدون شباب الى حين قيام الساعة حيث يَبُت الله في أمري كما يبت في أمور أهل الحشر أجمعين.


طأطأ المجاهد المغدور رأسه وتمتم بكلمات غير مفهومه مستسلما لقدره، راضيا بام الرباب عشيقة وعشيره. وبعد أيام تواصل مع زميله أبو حديبة وشكى له حاله وشحة الحوريات وحتى ام الرباب تخونه مع كل وافد جديد وحذره أيما تحذيرمن التهور والاقدام على عمل جهادي من شأنه أن يوصله في الوقت الحاضر الى الجنة. لما سمع الوهابي هذا الكلام قفز من فراشه مذعورا والغى ما كان قد عقد النية عليه والقى بالحزام الناسف في مجاري الصرف ثم ذهب الى أميره المدعو جُلَيديد واخبره بما سمع فقرر جليديد تخوين إخوانَهُ في الجماعات الاخرى ومحاربتهم كي لا يقضوا شهداءً ينافسون على أحضان الحوريات ويبدو أن خبر شحة الحوريات قد شاع بين أمراء المجموعات فخَوَن كل منهم الاخر واتهمه بالردة، ودارت بينهم وعليهم رحى حرب ضروس.



الهوامش:
إبن القارح الشخصية الاساسيه في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري
رضوان وزفر خازنا الجنة في رسالة الغفران
الشاروخ يعني الصندل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى