شهادات خاصة الحسن العابدي - لكل مقام من الصمت مقال من الرصاص

قد يتكلم الرصاصُ -أحيانا لغة الفضح والانتقام، ونتكلم عنه حينها، أولاحقا، بمفردات الفضيحة والإجرام . وهكذا دواليك تستمر الملاحقةُ بالكلام حتى إعلان آخر يُصدره الرصاص.

يتكلم الرصاص في جسومنا الآمنة مثل الطرائد.الكلُّ مُجبر على الإصغاء، حين تصير مساكننا إلى محميات نحرسها بالرعب المهرب عبر حدود اللاوعي.

وكلما اقتنصنا الصمت،أو ضمنا إلى جِـرابه، وهو دوما في حالة سراح، نتواطأ مع العادة ، جريا على عادتنا في الجري بالكلام وراء الكلام داخل حدود نفس الجراب.

ولأننا لا نتكلم لغة واحدة بالاتفاق ،ضدا على هذا التعدد اللساني في سلوكنا، تنطق فينا الدماء بما أوتيت من فصاحة حمراء.

فما رأي ُعلماء اللسان والسوسيولوجيين في مثل هذا النوع من التفسخ الساكن فينا صباحَ مساءَ؟

التعدد أطروحة فاسدة يؤججها العنف ،مادام ينقصها الحماس والإخلاص. عيونُ" حشادة "المكتحلة بالدهشة شاهدة .ومسامع الجيران مطلوبة للتوقيع على الأصداء التي خلفتها زغاريد الرصاص ، ذات مساء، بحكم التطبيع مع المسكوت عنه في دواخلنا.

ملف القضية الآن جاهز لدى العموم. تم إدراجه للتأمل والمداولة في أخص الجلسات وعموم الفضاءات لا فرق. أبواب التأويل مشرعة عن آخرها ،وللرواة كامل الصلاحية في أن يغنوا السياق بما يناسب من التفاصيل الموصولة بالحدث.

لا عيب إن اختلف السراد وتضاربت وجهات السرد، كما تضاربت أصلا طلقات الرصاص.

حقوق الحلم محفوظة لأصحابها ،واستشارة معجم الخيال ممكنة ، ولمزيد استقطاب المرجو التحرك عموديا نحو كتاب الثالوث المحرم.

لكل مقام من الصمت كلام من الرصاص. وتستمر لعبة الفضح.... ولا تنتهي القـراءة.....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى