أحمد العليو - إضاءة على المجموعة القصصية "العبـــور" للقاص والروائي ناصر الجاسم

مجموعة العبور القصصية للقاص والروائي ناصر الجاسم مكانها القرية بتفاصيلها وطقوسها، فالمكان حضر بلغة شعرية جميلة تآزرت معها الشخصيات التي شكلت المكان، وتكاتفت مع الشخصيات وشكل لوحات جميلة مترابطة القصص، وأعطت للنصوص رؤى متعددة وعميقة وأبعادا نفسية غائرة في العمق الإنساني من خلال أفعالها أو من خلال منطوقها، حيث أعطى القاص مساحات كافية للشخصيات من خلال تسليط الضوء على العمق الداخلي للشخصيات أو من خلال مساحة الحوار الكبيرة في التعيير فيما يختلج في نفوسهم ورؤيتهم عما يجري حولهم.
حضور الشخصيات بأسمائها قربت القارئ من القصص لقدرة الأسماء على خلق حالة من الإيهام بالواقع. كانت شخصياتها الرئيسة من الرجال بشير/ العجوز عايد/ نايف / تركي/ الخبل دعلوج/ جواد / غازي/ حميان وغيرها من الشخصيات التي تعيش حياة بسيطة ببساطة القرية، وكيفية تعاملها مع مكونات البيئة فهناك الحب والعشق كما هو حال حميان مع النخلة العجوز، بينما نجد حالة العداء والكره للشخصية الساردة مع الوزغ في قصة العراف والوزغ، فهذا الحيوان الزاحف يمثل بعدا سلبيا ورمزا للشر والنحس، حيث بسببه تم الابتعاد عن الزوجة الحبيبة.
في المجموعة تتعدد الرؤى لشخصياتها وكيفية نظرها للمرأة فهناك منْ يراها شرًا كما في قصة عزاء الأموات "كان يقول وفمه ممتلئ باللحم والأرز في السهرة البريئة: المرأة كلها شر".
بينما نجد الحالة المناقضة لذلك في قصة غوث الزقاق " حين منع بشر من الأنثى كانت كالبيت الوقف، وحين ذاق رضابها يلبس الحذاء فهجرت العصافير والأطفال قدميه ". فالمرأة لدى بشر هي الحياة وسرها اللذيذ.
تتعدد مشاعر الرجال نحو النساء، ولا يمكن تجاهل نص عاشق البدوية الذي يلمح فيه عنوان القصة إلى الفكرة بشكل يجذب المتلقي.
مجموعة العبور القصصية للقاص ناصر الجاسم تتكون من 17 قصة قصيرة، وقد أهديت نصوصها عام 1413هـ إلى أنثى الشعر والبن والمراعي المجدبة.
  • Like
التفاعلات: مجد حبيب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى