عز الدين المناصرة - في الرد على الأحبة

لو أنني حجرٌ
لو أنني قمرٌ ﻓﻲ الشامِ مرتحلٌ
لو أنني قمرُ
لو أنني حجرٌ ﻓﻲ الشام منغرسٌ
لو أنني جبلٌ
تشتاقهُ الأنواءُ والأمواجُ والسُّفُنُ
لكنَّني ﻓﻲ بلاد الروم مُنْزَرِعٌ
أبكي على وطنٍ، قد خانه الوطنُ
حقل الفيروز
يا حقل الفيروز
يا مطر التمّوز
هل أنت تريدينْ
أن نبقى ﻓﻲ الصينْ
نحن المنفيين
يا حقل المرجان
يا شفة الإنسان
يا جذري المغروز
ﻓﻲ بادية الشام
يا شجر النيروز
هل أنت تريدين
أن نبقى ﻓﻲ الصين
نحن المنفيين
نقوش كنعانية
شجرُ الحور بكى حين رآني
كنتُ قد لملمتُ أشيائي
وأعددتُ الحقائبْ
وتركتُ الدار تنعى من بناها
ورأيت الحزن ﻓﻲ صمت الخرائبْ
يلعب الديك عليها
ويصيح الشجر الملتَفُّ ﻓﻲ الليل الصموتْ
يسأل الأطلال عن آثار جدّي
تحتها كلُّ شهادات الثبوتْ
نَقشوها ﻓﻲ صخورٍ غمرتها الريحُ
ﻓﻲ صُلْب الترائب
شامات
عند باب القدس، ماتت جدّتي
وهي تحكي لشجيراتِ العنبْ
عن زمانٍ سوف يأتي
وعلى خدّيه شاماتُ الغضب
بعدها
بعدها... ذات صباح ستمرّون على
بعض قبور الراحلينْ
تقطفون الزنبق البريّ والنعمانَ ، مصبوغَ الشفاه
وتُصلّون صلاة الأنبياء
وتغنّون أغاني الشهداء
وأناشيدَ وشعراً... ﻟﻢ تَقُلْهُ الشعراء


عز الدين المناصرة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى