رياض الصالح الحسين - رقصة تانغو تحت سقف ضيّق.. شعر

قلبي سائغ للقضم
ملجأ للأرانب الزرقاء
سمكة قرش بزعانف من صبار شرس
قلبي سائغ للقضم
و يتحرك ببطء على بلاطك الشوكي أيتها الأرض
أيتها الأرض الممتدة من الموت بجدارة
على نصال الخناجر
إلى الموت بجدارة أشد
بواسطة حبل يتدلى من شجرة زيتون مغبّرة
أيتها الأرض المعبأة بالأخاديد
المطلية بالحصى و الرصاص
المرتدية عباءة من جسور تصل دائمًا:
بين القبور و الموتى
بين الجرح الأبيض القانوني
و الجرح الأسود الخارج على القانون
بين القفص الفضيّ الجميل
و القفص الذهبي الجميل أيضًا
أيتها الأرض المكفّنة بالصور الملوّنة لتيمورلنك
و سالومي
مدّي لي لسانك البارد لأعضه بعيظ
مدّي لي شفتيك المهترئتين
لأانثر فوقهما رماد جسدي
فمن الممكن جدًّا
أن تنفلق ذرّة واحدة على الأقل
لتنسلّ منها زهرة بيضاء
مثلما انفلقت -بالأمس القريب- الخلية الأولى
ليخرج منها البشر مسلّحين بالمِدى
الحيوانات مسلّحة بالأنياب
الجبال مسلّحة بالبراكين
السماء مسلّحة بالصواعق
و أنا مسلّح بقلبي
قلبي السائغ للقضم
باستطاعة أية امرأة أن تمدّ يدها إلى صدري
و تسحب قلبي منه بمرونة
و هذا ما حدث تمامًا
ثمة امرأة وضعت قلبي
-قلبي السائغ للقضم-
في كأس صغير
و أضافت عليه قليلاً من الماء و السكَّر
و كان بودّي أن أسألها بمرارة
لماذا شربت قلبي على أنه عصير برتقال
و لم تأكليه على أنّه برتقالة؟
و لكنها -على الأرجح
كانت ترقص التانغو تحت سقف ضيّق

رياض الصالح حسين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى