كاهنة عباس - إنّني أعرفك أيّها الجميل ....

إنّني أعرفك، أعرفك جيّدا منذ زمن بعيد ، أعرفك لكنّني أعجز عن وصفك بفعل الانبهار .
إنني أعرفك، أعرفك جيّدا ومع ذلك يخيّل إليّ، كلّما التقيت بك، أنّني أكتشفك لأول مرة.
فأشعر بإحساس عجيب غريب ، كأنّني عهدتك وفي الآن نفسه لم تسبق لي رؤيتك.
انسجامك يحدّثني عمّا يتجاوز الكلام ، وتناسقك منقطع النظير وأنت مزهوّ ببهائك غير مكترث أيّها الجميل .
إنني أعرفك، أعرفك جيّدا منذ زمن بعيد، منذ اللّحظات الأولى الّتي فتحت فيها عينيّ على هذه الدنيا، فأنت لست بالغريب أيّها الجميل، فما سرّك ؟ وما السرّ الّذي يجمعني بك ؟ ماذا تريد أن تقول ، هل توّد البوح بمكنونك أيّها الجميل ؟
بفضلك تغيّرت جميع المعاني وهي تصبو إلى وصفك دون جدوى، وبفضلك أصبحت للغة إمكانيات أخرى .
ما أشعر به نحوك هو شبيه بالحب وليس بالحبّ ،شبيه بالاندهاش وليس بالاندهاش، شبيه بالانبهار و ليس بالانبهار، ما أشعر به هو إحساس مغاير: أنّني لست غريبة عن هذا العالم ولا عنك، كأننّا خلقنا من نفس واحدة وروح واحدة منذ عهد بعيد ، لم أعد أذكره.
إنّك القمر أيّها الجميل، والأقحوان أيّها الجميل، و السّحب أيّها الجميل، والبحر أيّها الجميل والصّخر أيّها الجميل، والشّجر أيّها الجميل، إنّك الصّورة والشّكل وهما توهبان للعين مزهوان بجمالهما أيّها الجميل، إنّني أنت أيّها الجميل، إنّني أنت المتجلّي في ألف صورة وصورة أيّها الجميل
إنّني المفتونة بذاتك، دون أن أدرك جوهرها أيّها الجميل .
فهل تسمعني ؟
لا أظّن ، لقد نسيت أنّ جمالك لا يحتاج إلى إيّ وصف أو قول لأنّه الجمال أيّها الجميل ، ذاك الانسجام المكتفي بنفسه، لا يحتاج إلى أيّ كان ولا حتّى إلى كلماتي ، لأنّه يفوقها إبداعا أيّها الجميل .
أ تسمعني؟
لا ، أظّن ، ومع ذلك فأنت تدعوني إلى لقاء جديد.....................
إذ ، لا معنى لأيّ جواب عن أسئلتي ،وأنت تحيطني بكلّ هذا الفيض من البراءة والانسياب وعدم الاكتراث والدهشة .
كاهنة عباس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى