ديوان الغائبين ديوان الغائبين : ناهد طه عبدالبر - مصر - 1920 - 1950

ولدت في القاهرة، وتوفيت فيها.
حصلت على شهادة إتمام المرحلة الابتدائية، ثم التحقت بمدرسة الأميرة فوقية للبنات بالقاهرة وحصلت منها على الشهادة الثانوية (1937)، غير أنها لم تأخذ طريقها إلى كلية الآداب كما كانت ترغب، بسبب الأعراف والتقاليد آنذاك على الرغم من عمل والدها أستاذًا في دار العلوم.
كانت توقع قصائدها التي تنشرها باسم (ن. ط. ع).

الإنتاج الشعري:
- لها قصائد نشرتها صحف ومجلات عصرها، منها: «وفاء وحنان» - مجلة الرسالة - القاهرة 14 من مارس 1949، و«وداع» - ترجمة عن الإنجليزية - مجلة الرسالة - القاهرة 29 من أغسطس 1949. و«أين السعادة؟» - مجلة الرسالة - القاهرة 1 من أكتوبر 1949، و«عودة الملاح التائه» - مجلة الرسالة - القاهرة 5 من ديسمبر 1949.
ولها قصائد منشورة في صحيفتي «الأهرام»، و«البلاغ» القاهريتين. لها ديوان بعنوان «من وحي الألم» - مخطوط.

الأعمال الأخرى:
- كتبت مقالاً بعنوان: «شاعرة حائرة تسأل عن الفن والحياة» - مجلة الرسالة - 23 من مايو 1949.
شعرها تعبير عن خلجات نفسها، وتصوير حالها، ومتنفس لأفكارها ومشاعرها، مع التزام بالأوزان والقوافي الخليلية. جلّ شعرها في التأسي لحالها، والتعبير عن اليأس والأمل الضائع، والرغبة في الرحيل عن الحياة، لها قصائد في التعبير عن قسوة التقاليد، تصور فيها حالها بوصفها نموذجًا للمرأة في عصر لم تكن المرأة تمتلك قرارها.
كان للناقد أنور المعداوي فضل كسر الحصار الأسري من حولها وتبديد اليأس المهيمن على نفسها؛ إذ حصل على عدد من قصائدها ونشرها في مجلة الرسالة، وهذه شهادة ناقد له قدره على جمال شعرها.

مصادر الدراسة:
1 - أنور المعداوي: نماذج فنية من الأدب والنقد - دار النشر للجامعيين - القاهرة 1951.
: كلمات في الأدب - دار الآداب - بيروت 1972.
2 - رجاء النقاش: صفحات مجهولة من الأدب العربي - المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت 1976.
3 - الدوريات:
- أنور المعداوي: شاعرة مصرية تودع الحياة - مجلة الرسالة - 4 من سبتمبر 1950.
- رجاء النقاش: شاعرة مصرية مجهولة - مجلة الدوحة - قطر مارس 1978.
مراجع للاستزادة:
1 - رجاء النقاش: ثلاثون عامًا مع الشعر والشعراء - دار سعاد الصباح - القاهرة 1992.

2 - علي شلش: أنور المعداوي (سلسلة نقاد الأدب) - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1990.

وفاء وحنان

إلهـي أفـي الغرب هـذا الـوفـاءْ؟ = أتحظى النسـاء بـهـذا الـحنــــــــانْ؟!
وفـي الشّرق يظلـمهـنّ الرّجـالُ = ويـقسـو عـلـيـهـنَّ صرف الزمــــــــان
أتُظْلَمُ حـوّاءُ روحُ الـحنـــــــــــانِ = ويُجزَى الـوفـاءُ بـهـذا العقـــــــــوقْ؟!
أتُظلَم بــــــــالشّرق مهد الهداةِ = وأرض الشّداة بنـيل الـحقــــــــــوق؟!
أرى حكـمةَ اللّه فـي شــــــرعِهِ = تـردُّ الفســـــــــــــــاد وتَهدي الضلالْ
ففـيـم الـتلاعبُ بـالـدّيـــن ربّي = وبـاسم الشـريعة يـطغى الرجــــال؟!
يريـدونهـنّ متـاعًا لهــــــــــــم = تعـدّدنَ مـثنى بـه أو رُبـــــــــــــــاعْ
أهـذا هـو الشّرع؟ يـا ويحهــــم = لقـد صـيّروه سبــــــــــــــــيلَ الخداع
أخذتـم مـن الغرب تلك القشـورَ = وحـبَّ الـمظاهـر دون اللّبـــــــــــــابْ
وأنـتـم لعـمـــــــــريَ لا تبتغون = سـوى الجسمِ مـثل جـيـاع الــــذّئاب
وأنكرتـمُ الرّوحَ يـا ويحكـــــــــم = وأيـن هـو الرّفق؟! أيـن الـحنــــــــانْ؟
ونـبـل النفـوس؟ وصدق الـوفـاءِ؟ = وأيـن النّبـيل بـهـذا الزّمـــــــــــان؟
ويـا لهفَ مـن ضلّلـتهـا الـمعـاني = وحثّت خطـاهـا ابتغاء الكـمـــــــــالْ
فطـاح الخـيـال بعذب الأمـانــي = ولـم تدرِ أيـن تحطّ الرّحـــــــــــــــالْ
ضننـتُ بأحـلامهـا أن تُســـــــامَ = صغارَ الجسـوم وثقْل الأثـــــــــــــامْ
أنهـوي إلى الطّيـن بعـد الـتّسـامي = كـمـا يسقط النّجـم فــوق الرّغام؟

***

وداع...
مترجمة

رغم إحسـاسـي وطـوع الـ = ـعقـل لـبَّيـت الــــــــــــــــــــوداعْ
قـد بـدا الآتـي ومـا لـــــي = مـن عزاءٍ فـــــــــــــــــــــي الصّراع
رغم إعـيـائـي سأمضــي = فـي خطـايَ الـواهـيــــــــــــــــــــهْ
لست أدري كـيف أخطـــو = مـن دمـوعـي الهـامـيــــــــــــــــــه
وجهتـي للغرب هــــــــــيّا = أنـتِ نحـو الـمشــــــــــــــــــــــرقِ
لهف نفسـي كـــــــيف أنَّا = بعـد هـذا نلـتقـــــــــــــــــــــــي
حـيـن يـخبـو حـزننــــا الغا = لـي، ويـتلـوه الهجـــــــــــــــــــوعْ
حـيـن تجلـو مـن مآقـيـــــ = ـنـا غمـامـات الـدّمــــــــــــــــــوع
سـوف نلقـــي اللّيلَ مزدا = نًا بأسـراب النّجــــــــــــــــــــــومْ
والأمـانـي عـاودتْنـــــــــا = بعـد إعصـارِ الهـمــــــــــــــــــــوم
رغم مـا تبـديـنَ مــــــــن = صـدقٍ وأُبـدي مـن إبـــــــــــــــــــاءِ
وارتحـالـي فـي طريـــــقٍ = لا يؤدّي للقــــــــــــــــــــــــــاء
نلـتقـي وجهًا لـــــــــوجهٍ = فـي ذهـولٍ قـاهــــــــــــــــــــــــرِ
لست أدري كـيف سـرنـــا = فـي طريــــــــــــــــــــــــــقٍ دائر
بعـد ذاك النّأي والـتْــــــــــ = ـتجـوال فـي وادي الشّقـــــــــــاءِ
سـوف نُحـيـي مـا حـيـيـنــا = ذكْر هـذا الاِلـتقـــــــــــــــــــــاء

.


ناهد طه عبدالبر.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى