مصطفى الشليح - الشَّاعرُ..

أحدٌ ما يمشي قبلكَ
في المشتى، لا يمشي
إلا بعدَكَ حتَّى ليسَ يراكْ

يُخفي يَدَه بيديكَ،
ويقرأ وشمَ الكفِّ قليلا
إِنْ هُوَ يُلفي ما معناهُ سُراكْ

يتمدَّدُ في عينيكَ رؤى
كيْ تسألَ: كيفَ حلولٌ بي ؟
بَلْ مَنْ أسرى في عينيكَ حلولا ؟

يتوحَّدُ حتَّى إِنْ لغةٌ
تمحُو لغةً قولٌ: يا أرضُ
البحرُ على طرفيْن إليكَ عدولا

والبحرُ مهنةُ منْ يقفو
زبدًا، للغيبِ منازله، يرفو
زبدًا، فكأنَّ، بوادي السِّرِّ، خيولا

والبحرُ بخفَّته حيتانٌ
تطفو، ثمَّ ترفُّ كانْ طارتْ،
وكأنْ تغفو، وكأنْ قرصانٌ قَالَ له؛

ماذا قَالَ القرصانُ ناوله
قنديلا أعشى إِنْ هُوَ ناوله ؟
لكنَّ البحرَ تكتَّمَ ثمَّ تكلَّمَ ساءله:

مَنْ ماشٍ قربَكَ قبليَ
والحيتانُ مراكبُ تعدلُ بي ؟
مَنْ كانَ أقلَّكَ، والطوفانُ جدارْ ،

مَنْ أعلى موجَ الظلِّ هنا
وتغَرَّبَ يحملُ رملا صوَّره قمرًا
ينشقُّ، ويرتقُ، والرُّؤيا تسبقُ كلَّ حذارْ ؟

أحدٌ بثيابكَ يأخذ أهبتَه
واللَّيلُ يكسُو نهارًا بردتَه حينًا
ونهارٌ، حينًا، يأسُو جرحَ اللَّيل بُعيدَ عراكْ

أحدٌ أو لا أحدٌ قَدْ يلتقيان
قليلا، ويفترقان قليلا أبعدَ عنكَ
ويستبقان إليكَ، وأنتَ هنالكَ ليسَ تراكْ ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى