كاهنة عباس - عن الموسيقى التي ترى ولا تسمع..

هناك في السماء حركة لا تستقر، رياح عاصفة وسحب مسافرة وشمس تبرز وتغيب فنهار يطلع وليل يحلّ، فجوقة تعزف ما يجمع الهواء بالفضاء والنور بالشمس والسحب بالسماء.
ثم تبرز في الفضاء الطيور، تجوب الجهات : الشرق الغرب الشمال والجنوب، وتدور تدور وتحلق برشاقة وهي ترقص على أوتار الجوقة العازفة ....
فالجوقة لم تستدل لا بالحرف ولا بالعدد ولا بمختلف الألحان وطبقاتها ، إذ كانت تحرّكها أجواء من الزهو والفرح والنشوة، رقصت الطيور على وقعها، فإذا بالعزف يتجلى تحليقا، ورفرفة، دون أن يسمع له لحن أو نغم.
أجنحة الطيور تستسلم للريح ولموجاتها المتتالية ، حتى كأنها تتقمص الهواء المنساب فإذا بالطيور تدور مخمورة .
أي لحن هذا، الذي رمى بها في دوران متكرر دون أن تدرك وجهتها ؟ .......
من المؤلف الذي أخرج المشهد، دون أن يسمع له عزف ؟
شدو الطيور صباحا هو المجيب ، يردّد العزف ونشوة الرّقص والدوران،
يترجم ما ألّف من أنغام ، حفظتها الطيور وهي تدور هائمة في تلك الرقعة من السماء.

كاهنة عباس .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى