ديوان الغائبين ديوان الغائبين : نجيب الحداد - لبنان - 1867 - 1899

نجيب بن سلمان الحداد.
ولد في بيروت، وتوفي بعد عمر قصير في مدينة الإسكندرية.
عاش في لبنان ومصر.
ينتمي لأسرة شاعرة، فأبوه صاحب ديوان «قلادة العصر»، وجده لأمه ناصيف اليازجي، وأخواله حبيب وخليل وإبراهيم اليازجي، وخالته الشاعرة الشهيرة وردة
اليازجي.
انتقلت أسرته إلى الإسكندرية، وكان المترجَم له في السادسة من عمره، فبدأ تعلمه بمدارسها.
التحق بمدرسة الأخوة، وبقي فيها عامين قبل أن يتركها إلى المدرسة الأمريكية بالإسكندرية أيضًا.
عندما اندلعت الثورة العرابية (1882) عاد مع أسرته إلى بيروت، وأكمل دراسته في المدرسة البطريركية، وتلقى علوم العربية على خاليه خليل وإبراهيم اليازجي.
عين أستاذًا للعربية والفرنسية في مدرسة بعلبك (1883) مدة عام واحد قصد بعده الإسكندرية ملبيًا دعوة سليم تقلا مؤسس الأهرام فانضم إلى كتابها.
أنشأ وشقيقه أمين وعبده بدران جريدة «لسان العرب» اليومية، وترأس تحريرها، حتى توقفت، فقصد القاهرة، وأعاد إصدارها مجلة أسبوعية أدبية اجتماعية.
حنّ إلى الإسكندرية فنقل إليها «لسان العرب»، وأنشأ هو وغالب طليمات «جريدة السلام» اليومية، إلى جانب ممارسته الكتابة في مجلة «أنيس الجليس» لصاحبتها ألكسندرا أفرينو، وعمله المتصل بالترجمة والتأليف، فضلاً عن كتابة المقالات ومراسلة الصحف، مما أدى به إلى الإصابة بذات الرئة ومغادرة الحياة، وهو لا يزال شابًا.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان: تذكار الصبا - مطبعة جريدة البصير - الإسكندرية 1899 (طبع على نفقة الأميرة ألكسندرا أفرينو مذيلاً بمقالتين لطانيوس عبده وحنا سركيس) وله طبعة ثانية في بعبدا 1906، ومنتخبات نجيب الحداد - المطبعة التجارية - الإسكندرية 1903 (240 صفحة)، وله عدد كبير من القصائد نشرت في صحف ومجلات عصره: الأهرام، ولسان العرب، وأنيس الجليس، والسلام، وبعض مجلات المهجر.
الأعمال الأخرى:
- له عدد كبير من المسرحيات المؤلفة، منها: ثارات العرب - مطبعة عرزوزي - الإسكندرية 1904، والرجاء بعد اليأس - المطبعة اليوسفية - القاهرة، مطبعة عرزوزي - الإسكندرية 1904، وصدق الوداد - مطبعة عرزوزي - الإسكندرية 1909، وصلاح الدين الأيوبي (مقتبسة عن ولتر سكوت) - 1929، وعمرو بن عدي - المطبعة التجارية - الإسكندرية، وله عدد كبير من المسرحيات المترجمة، منها: حلم الملوك، سنا أو عدل القيصر لكورني - مطبعة عرزوزي - الإسكندرية 1904، والطبيب المرغم لموليير -
مطبعة عرزوزي - الإسكندرية 1904، وأوديب لسوفوكليس - مطبعة عرزوزي - الإسكندرية 1905، وروميو وجولييت لشكسبير - المطبعة الرشيدية - كفر شيما، والبخيل لموليير، والسيد أو غرام وانتقام لكورني، وبييرنيس لراسين.
شاعر غنائي، تنوعت الروافد المؤثرة في تجربته الشعرية، استمد من التراث العربي إطار القصيدة وبعض أغراضها كالمدح والرثاء، وتأثر بشعراء العاطفة في العصر الأموي وفي فرنسا فغلب عليه الطابع الوجداني، وجاءت قصائده مفعمة بالتعبير عن عذاب النفس وشكوى الزمن ومعاني الحب والجوى، وتواصلت ثقافته مع الثقافة الغربية فأخذ الشعر القصصي وطوع له الموشحات أولاً ثم القافية العربية ثانيًا، توقف عند مظاهر الجمال في الطبيعة المصرية واللبنانية، وتأمل أحوال النفس الإنسانية فتجلت الحكمة في ثوب فلسفي واضح المعالم، وحين ينظم قصيدة عن القمار فإنه يرصد سلبيات الحياة الاجتماعية، وحين يصف المصريات وقد بدأن بالسفور وركوب المركبات فإنه يسجل بعض ملامح التطور.
يعد أحد أركان التأليف المسرحي في الثقافة العربية.
أهداه سلطان زنجبار وسام الكوكب الدري من الدرجة الثالثة تكريمًا لدوره في خدمة العلم.
أهداه الدون كارلوس دبوسًا من اللؤلؤ بعد مشاهدته بعض مسرحياته أثناء جولته بمصر.
مصادر الدراسة:
1 - جرجي زيدان: تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر - دار مكتبة الحياة - بيروت (د.ت).
2 - خيرالدين الزركلي: الأعلام - دار العلم للملايين - بيروت 1969.
3 - عادل الغضبان: الشيخ نجيب الحداد - دار المعارف - بيروت 1953.
4 - فيليب دي طرازي: تاريخ الصحافة العربية - المطبعة الأدبية - بيروت 1913.
5 - لويس شيخو: الآداب العربية في القرن التاسع عشر - مطبعة الآباء اليسوعيين - بيروت 1926.
6 - يوسف أسعد داغر: مصادر الدراسة الأدبية - مطابع لبنان - بيروت 1956.

إذا رنت فضحت الحاظ غزلان .. نجيب الحداد

إذا رنت فضحت الحاظ غزلان
وإن بدا قدها يا خجلة البان
خود تشبه بالاغصان قامتها
وليس للصب منها لين اغصان
اذا جنى لحظنا من ثغرها درراً
صدت فارجعها حبات مرجان
وان طمعنا بوعد من لواحظها
مالت معاطفها عن وعد سكران
في خدها روضة للحسن طالعة
تجني علينا ولكن ما لها جان
نحيلة العطف وسني الطرف ما تركت
قلباً سليماً وجفناً غير سهران
قد علمتني نظم الشعر مقلتها
حتى اشتهرت به في كل ديوان
والشعر يحسن في شيئين موضعه في
وصف حسن بدا او وصف احسان
واليوم قد جمع الوصفان كلهما
في خير دار حواها خير انسان
دار الخليل التي الرحمن باركها
منذ القديم ولم تبرح الى الان
بنى لها بيت مجد فوق اعمدة
من الجميل فنعم البيت والباني
من آل خياط لا زالت منازلهم
مرفوعة الشان يرجوها ذوو الشان
دار حكت قصر غمدان بشهرتها
في بهجة ما حكاها قصر غمدان
طافت بساحتها الاعيان واحتشدت
بها الكرائم من قاص ومن دان
كأنها جنة الخلد التي جمعت
فيها المحاسن من حور وولدان
في ليلة اشرقت انوارها وزهت
فالليل من نورها والصبح سيان
يا يوم سعد به جاد الزمانِ لنا
فكان زينة ايام وازمان
زفت به شمس حسن ما تغيب الى
شمس العلى فالتقى في الحي شمسان
هذا القران قران النيرين بدا
على العروسين اذ يجلى العروسان
يا خير حسناء ما بين الحسان غدت
تهدى لخير فتىً من بين فتيان
ما كنت اعهد شبل الغاب قبلكما
في الحي يأوي اليه ظبي عسفان
بشراك يا مريم البكر التي حظيت
بوفد جبريل من انعام رحمن
وليهن جبريل ان اللَه ارسله
اليك لما اصطفاه بين اقران
لا زلتما في نعيم كامل وهنا
مجدد الصفو ما كرَّ الجديدان
يهديكما تهنئات القلب في ورق
من ليس يقدر يهديها بتبيان

***


قالت وقد جئت الى بابها .. نجيب الحداد

قالت وقد جئت الى بابها
مالك عندي قلت قلب يذوب
قالت لقد ذاب اسمي في الهوى
قلت اذن جسمي عنه ينوب
قالت اخاف الناس تغرى به
قلت لقد كاد لسقم يغيب
قالت ألا تبغي طبيباً له
قلت وهل غيرك لي من طبيب
قالت بعيد عن محب شقا
قلت وان شئت فمني قريب
قالت عهدت القلب يسلو الهوى
قلت وهل قلبي مثل القلوب
قالت عجيب انت بين الورى
قلت عجيب الناس يهوى العجيب

***

لمن طلل بالرقمتين نحيلُ .. نجيب الحداد

لمن طلل بالرقمتين نحيلُ
عفت رسمه الارواح وهي قبول
وقفت عليه ناقتي وجميعنا
على البعد من طول الزمان عليل
أسائله عن اهله فيجيبني
به منزل عافي الطلول محيل
سقاك الحيا يا دار هند على البلى
وجادك من قطر الغمام سيول
وحيى اويقاتاً لنا بك قد مضت
وظل اجتماعي في رباك ظليل
وغصنك من ماء السحاب منور
وغصني من ماء الشباب يميل
وايامنا كالروض باكرة الندى
وهبت عليه في الصباح بليل
اذا الشمل مأمون التفرق والنوى
واذ نحن في برد الوصال نحول
تصبحنا سلمى بصبح جمالها
كما صبحتنا في الصبوح شمول
فتاة لها في كل قلب جراحة
وفي كل ناد للغرام قتيل
سقيمة جفن الطرف من غير علة
قريبة ملقى الحاجبين كسول
رقيقة مضموم الوشاح فخصرها
ضعيف واما ردفها فثقيل
لها مقلة الظبي الغرير وجيده
سوى انها تدنو وذاك جفول
وترنو الى عشاقها وهو نافر
ويقتله القناص وهي قتول




نجيب الحداد.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى