كاهنة عباس - أيّها القارئ إنّ أخوّتنا في الانسانيّة

تآخينا دون عهد سابق ولا ميثاق ، في "اللاّمكان " و"اللاّزمان" على شفا الكلمات، فهاجرنا إلى سحر الخيال وغرابته .
كنت أكتب وكنت أيّها القارئ تستمع، ثم كنت أقرأ وكنت أيّها الكاتب تتابع .
كنّا نلتقي بين الصفحة والصفحة من كلّ كتاب ،وكانت تجمعنا حكايات ألف ليلة وليلة وقصائد قديمة وروايات .
فأخوّتنا أيّها القارئ، لا تنبع من دين ولا من سلطة أو مصلحة، تلك الّتي ما انفكّت تقسم العالم إلى فريقين : الأخوة والأعداء .
أخوتنا أيّها القارئ : قصص تحكي الدّمع الّذي يذرف ولا يرى ، و الحّب الّذي لم يكتب له أن يتحقق ، و الجرح الّذي أنجب وردة و النور الّذي نفخت فيه الكلمات أن ينير كهوفا غابرة من الآهات .
إنّها أخوّة في الإنسانية ، تلك التي ألّفت كتبا ودواوين وروايات لا تحصى ، لتحوّل العالم إلى رموز وإشارات وتصورات وتمثلات ، فرسمت الفجر بالأحمر الأرجوانيّ ووصفت السّماء على أنّها قبة فيروزيّة ومثلت الحّب بالوردة الجميلة الفانية ورأت في البحر عمقا وامتدادا ...
أخوّة لم نلتق فيها وجها لوجه الكاتب بالقارئ ، هشّة هي، شبيهة بالغمامة التي تعبر السّماء، وبالنّدى الذي تعلّق بأوراق الشجر، بالسّراب المنسحب، بالسّديم وألوانه البديعة .
فما يحررنا هو ما نردده من معان وأفكار وعبارات رغم الحدود والحواجز واختلاف اللغات والثقافات ،رغم المآسي والحروب والمظالم .
ما يحررنا هو ما نرويه عن ذلك الحلم ،عن ذلك الأمل الأبديّ الذي يسكننا جميعا .
أ تسمعني أيّها القارئ في هذا اللّقاء الذي يجمعنا ؟ لا يهمّ إذا لم تستجب ، فاستمع إذا إلى نفسك .
نحن سواسية أيّها القارئ إخوة في إنسانيّة بشقيّها الأقوياء والضعفاء ، نروي قصص أولائك وهؤلاء بما يجمعهم ويفرقهم، فالألم ولئن اختلفت أسبابه لديهم هو واحد أيّها القارئ ،حتى ولئن كان الإبداع أصل أخوتنا ، فألمنا الإنسانيّ واحد ،في كلّ اللغات والثقافات والأزمنة والبلدان، لكن بصور ولأسباب مختلفة أيّها القارئ.......

كاهنة عباس .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى